صفحة جزء
( فإن استووا في العلم بالسنة فأفضلهم ورعا ) لقوله صلى الله عليه وسلم : { من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي } ، ( وقال ) صلى الله عليه وسلم : { ملاك دينكم الورع } ، وفي الحديث : { يقدم أقدمهم هجرة } ; لأنها كانت فريضة يومئذ ، ثم انتسخ بقوله صلى الله عليه وسلم : { لا هجرة بعد الفتح } ولأن أقدمهم هجرة يكون أعلمهم بالسنة لأنهم كانوا يهاجرون لتعلم الأحكام ، فإن كانوا سواء فأكبرهم سنا لقوله صلى الله عليه وسلم : { الكبر الكبر } ، ولأن أكبرهم سنا يكون أعظمهم حرمة عادة ورغبة الناس في الاقتداء به أكثر ، والذي قال في حديث عائشة رضي الله عنها : { فإن كانوا سواء فأحسنهم وجها } ، قيل معناه أكثرهم خبرة بالأمور كما يقال وجه هذا الأمر كذا ، وإن حمل على ظاهره فالمراد منه أكثرهم صلاة بالليل جاء في الحديث : { من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار } .

التالي السابق


الخدمات العلمية