مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

صفحة جزء
( الخامس ) لا شك أن المعلاة والشبيكة من مقابر المسلمين المسبلة المرصدة لدفن الموتى بمكة المشرفة شرفها الله وأن البناء بهما لا يجوز ، ويجب هدمه يدل لذلك كلام الشافعي الآتي بل للمعلاة زيادة خصوصية لورود الحديث في فضلها وتسميتها مقبرة فقد روينا في تاريخ الأزرقي من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { نعم المقبرة هذه مقبرة أهل مكة } قال ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { : نعم الشعب ونعم المقبرة } وأما ما يقال : إن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أوقفها فلم أقف له على أصل بل الظاهر أنه غير صحيح ; لأنها مسبلة للدفن من قبل ذلك وكلام الشافعي يقتضي أنها مسبلة فإن الزركشي لما تكلم في الخادم على البناء على القبور قال الحاوي بعد ذكره : إنه لا يجوز البناء في المسألة ويهدم قال الشافعي ورأيت الولاة بمكة يأمرون بهدم ما بني فيها ولم أر الفقهاء يعيبون عليهم ذلك انتهى .

وتقدم كلام الشافعي هذا في كلام ابن الفاكهاني ، ثم تكلم الزركشي على القرافة وهل هي موقوفة ، أو مرصدة ويظهر من كلامه ترجيح الوقفية وقد صرح بذلك الشيخ خليل في التوضيح به كما تقدم

التالي السابق


الخدمات العلمية