مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

صفحة جزء
ص ( أو علم بنجس )

ش : يعني أن من علم بنجاسة في ثوبه أو بدنه ، وهو في أثناء الطواف ، فإنه يزيلها ويبني على ما مضى من طوافه قاله في التوضيح ويؤخذ منه خفة أمر الطواف بالنسبة إلى الصلاة ; لأن المذهب في الصلاة القطع انتهى .

( قلت : ) لا خفاء في خفة أمر الطواف بالنسبة إلى الصلاة ، فإن المذهب أن من أحدث في الصلاة قطعها ، ولا يجوز له البناء على رواية ابن حبيب ، وهو مذهب الشافعية ، ما ذكره المصنف من البناء هو الذي جزم به ابن الحاجب وابن معلى في مناسكه ، ولم يحكيا غيره ، وقال في الشامل : إنه الأصح وحكى الشيخ ابن أبي زيد عن أشهب أنه يبتدئ الطواف ، وقال أبو إسحاق التونسي في شرح المدونة : وإن ذكر في الطواف أن الثوب الذي عليه نجس فعلى مذهب أصبغ يخلعه ويبتدئ ويشبهه أن يبني على مذهب ابن القاسم ; لأنه يقول : إذا فرغ من الطواف لم يعد الطواف انتهى .

فلعل ابن الحاجب وابن معلى اعتمدا على ما قاله التونسي أو رأيا ما يقويه ، وكذلك المصنف ، وين والذي قاله المصنف ظاهر ، وقد أجاز مطرف وابن الماجشون لمن علم بنجاسة في صلاته أن يطرحها ، ويبني بل تقدم في كتاب الصلاة عن اللخمي وصاحب الطراز : أنهما نقلا عن أشهب : أنه أجاز في الصلاة لمن خرج لغسل النجاسة أن يغسلها ويبني ، وإن كان ذلك غريبا ، ومراد المصنف : أنه إذا علم بالنجاسة فطرحها من غير غسل واحتاجت إلى غسل ، وكان ذلك قريبا ، ولم يطل الفصل ، أما من طال فيبطل الطواف لعدم الموالاة وأنكر ابن عرفة ما ذكره ابن الحاجب من البناء ، ونصه : وشرط ، كماله يعني الطواف طهارة الخبث لسماع القرينين يكره بثوب نجس ، وفيها إذا ذكر أنه طاف واجبا بنجاسة لم يعده كذكره بعد وقت الصلاة ابن رشد القياس : أن ذكرها فيه ابتدأ ابن عرفة حكاه الشيخ عن أشهب قال عنه وبعده أعاده والسعي إن قرب ، وإلا استحب هديه وذكره عنه ابن رشد دون استحباب الهدي ، وقال : ليس هذا بالقياس ، وقول ابن الحاجب : إن ذكرها فيه لا أعرفه انتهى .

( قلت : ) وكأنه لم يقف على كلام أبي إسحاق التونسي السابق ، والجاري على عادته في مثل هذا أن يقول : لا أعرفه إلا قول فلان كذا وكذا ( فرع ) : قال ابن عرفة : ولو طاف بها عامدا ففي صحته وإعادته أبدا قولان أخذ ابن رشد من سماع القرينين يكره بثوب نجس وتخريجه على الصلاة انتهى .

( قلت : ) تقدم أن الظاهر من المدونة وكلام أهل المذهب هو القول بالإعادة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية