مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

صفحة جزء
. ص ( إن لم يلفظ بالهدي أو ينوه أو يذكر مقام إبراهيم )

ش : يعني ، فإن تلفظ بالهدي كأن قال : لله علي أن أهدي فلانا ، أو نواه كما إذا قال : علي أن أنحر فلانا ونوى بذلك الهدي ، أو ذكر مقام إبراهيم كما إذا قال أنحر فلانا في مقام إبراهيم يريد أو البيت أو المسجد أو منى أو مكة أو الصفا أو المروة ، فإنه يلزمه هدي ، قال في التوضيح عن ابن بشير : أو يذكر موضعا من مواضع مكة أو منى .

( تنبيهات الأول ) ظاهر كلام المصنف أنه إذا ذكر مقام إبراهيم لزمه الهدي في القريب والأجنبي ، وهذه طريقة للباجي كما ذكره في التوضيح ، وذكره أبو الحسن عن ابن المواز عن ابن القاسم ، وظاهره أنه تقييد وخص ابن الحاجب وغيره ذلك بالقريب .

( الثاني ) ظاهر كلامه أيضا سواء كان ذلك في نذر أو تعليق ، وهو اختيار ابن يونس كما قال في التوضيح ، وخص بعضهم ذلك بالتعليق ، قال : وأما إن قال لله علي نحر فلان أو ولدي ، فلا يلزمه .

( الثالث ) قيد ابن بشير مسألة ما إذا ذكر الهدي بأن لا يقصد المعصية يعني ذبحه ، قال : فلا يلزمه حينئذ شيء ويقيد به مسألة نية الهدي ، وذكر المقام من باب أولى وارتضى القيد في الشامل وأتى به على أنه المذهب ، وهو [ ص: 343 ] ظاهر والله أعلم ، وقال في التوضيح خليل : المسألة على ثلاثة أوجه إن قصد الهدي والقربة لزمه باتفاق ، ومن قصد المعصية لم يلزمه باتفاق ، واختلف حيث لا نية والمشهود عليه الهدي ، انتهى .

( الرابع ) قال في التوضيح عن الباجي إذا علق ذلك بمكان النحر كأن يقول : أنحرك عند مقام إبراهيم ، قال فانظر قوله ، فإن علق ذلك بمكان الذبح وعند المقام ، فإنه مخالف لما قاله ابن هارون إن المراد بمقام إبراهيم قضيته في التزام ذبح ولده وفداؤه بالهدي لا مقام مصلاه ، انتهى . وقال ابن فرحون عند ذكر كلام ابن هارون : وهو بعيد من كلام أهل المذهب ، انتهى . وفي المدونة نحو ما ذكر عن الباجي ، قال : وإن قال عند مقام إبراهيم ، انتهى .

( الخامس ) قال أبو الحسن قال ابن المواز لو قال لعدة من ولده أو غيره : أنا أنحركم كان عليه أن يهدي عن كل واحد هديا ، وقد قيل عليه هدي لجميعهم ، والأول أحب إلينا ، وهو الحق والله أعلم .

( السادس ) قال في النوادر ، ومن كتاب ابن المواز ، ومن نذر أن يذبح نفسه فليذبح كبشا ، أراه يريد إن سمى موضع النحر بمكة ، انتهى .

( السابع ) قال في سماع أبي زيد من النذور إذا قال لولده : أنت بدنة لا شيء عليه إلا أن يكون نوى الهدي ابن رشد قوله : في ابنه هو بدنة بمنزلة قوله : أنا أنحره ، وقوله : لا شيء عليه إلا أن يكون نوى الهدي هو أحد أقوال مالك ، والذي يتحصل إنه إن أراد الهدي أو سمى المنحر فعليه الهدي قولا واحدا ، وإن لم تكن له نية ، ولا سمى المنحر ، فمرة رأى عليه كفارة يمين ومرة لم ير عليه شيئا ، وهو قول ابن القاسم في هذه الرواية .

التالي السابق


الخدمات العلمية