مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

صفحة جزء
ص ( واقتداء من بأسفل السفينة بمن أعلاها )

ش : قال في المدونة : وإن صلى الإمام في السفينة أسفل والناس فوق أجزأهم إذا كان إمامهم قدامهم ولا يعجبني أن يكون فوق وهم أسفل لكن يصلون الذين فوق بإمام والذين أسفل بإمام انتهى . قال ابن ناجي قال المغربي : مفهومه لو لم يكن قدامهم لم تجزهم وليس كذلك بل صلاتهم مجزئة ، ولو لم يكن قدامهم وإنما المعنى إذا كان قدامهم فتجزئهم بلا كراهة ، ثم قال في القولة الثانية : أشار ابن الحاجب لمعارضتها بما تقدم من قولها لا يصلي الإمام على أرفع مما عليه أصحابه ; لأنه لما ذكر المسألة الأولى أردفها بقوله ، وقال في السفينة ; لأن ظاهرها الكراهة وذكرت هذا في درس شيخنا أبي مهدي - أيده الله تعالى - فأقره واستحسنه ويرد بأن السفينة ليست هي محل الكبر ، قصارى ما في ذلك الكراهية بخلاف غيرها ، وقول ابن حبيب : يعيد الأسفلون في الوقت ليس هو لما نحن بصدده وإنما [ ص: 107 ] هو كما قال ابن يونس في توجيهه ; لأنه ربما لم يمكن لهم مراعاة أفعال الإمام وربما دارت السفينة فتختلط عليهم أفعال صلاتهم فليس ذلك كالدكان يكون فيها مع الإمام فوق ، قوم وأسفل قوم فافترقا انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية