صفحة جزء
( وتحل ميتة السمك ) ، والمراد به كل ما في البحر على ما يأتي في الأطعمة [ ص: 317 ] وإن طفا ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم { أكل من العنبر بالمدينة ، وهو الحوت الذي طفا } رواه مسلم ( والجراد ) للخبر الصحيح { أحل لنا ميتتان الحوت ، والجراد }

وإعلاله بوقفه على ابن عمر لا يؤثر ؛ لأن هذه الصيغة من الصحابي في حكم المرفوع ، ولا يجب تنقية ما في جوف الجراد ، وصغار السمك لعسره ، ويسن ذبح سمك كبير يطول بقاؤه ، ويظهر أن المراد بذبحه قتله كما يرشد إليه تعليلهم بالإراحة له نعم إن كان في توقف حله على خصوص ذبحه خلاف اتجه تعين خصوصه خروجا من ذلك الخلاف ، ويكره ذبح غيره ، وكأن وجه الكراهة ما فيه من إيهام توقف حله على ذبحه ، وحينئذ فالمراد بها خلاف الأولى ، ولو تغيرت سمكة ، وتقطعت بجوف أخرى حرمت

ونوزع في اعتبار التقطع ، ويجاب بأن العلة أنها صارت كالروث ، ولا تكون مثله إلا إن تقطعت ، وأما مجرد التغير فهو بمنزلة نتن اللحم ، أو الطعام ، وهو لا يحرمه


حاشية ابن قاسم

( قوله : وصغار السمك ) أخرج الكبار ( قوله : وكأن وجه الكراهة ما فيه إلخ . ) عللها في شرح الروض بأنه تعب بلا فائدة ( قوله : ونوزع في اعتبار التقطع ) الذي اعتبره في الروضة ، ولم يعتبره في الروض

حاشية الشرواني

( قول المتن ، وتحل ميتة السمك ، والجراد ) بالإجماع سواء أماتا بسبب أم لا ، وإن كان نظير الأول في البر محرما ككلب ا هـ . مغني ( قوله : والمراد ) إلى قوله : وإعلاله في المغني .

( قوله : والمراد به إلخ ) عبارة النهاية ، وبالإجماع ، وسواء في ذلك ما صيد حيا ، ومات ، وما مات حتف أنفه أي : بلا سبب ، واسم السمك يقع على كل حيوان البحر حيث كان لا يعيش إلا فيه ، أو إذا خرج منه صار عيشه عيش مذبوح ، وإن لم يكن على صورته المشهورة ا هـ . بل ، وإن كان على صورة ما لا يؤكل في البر ككلب [ ص: 317 ] وآدمي ع ش ( قوله : وإن طفا ) عبارة المغني سواء أكان طافيا أم راسبا خلافا لأبي حنيفة في الطافي ا هـ . ( قوله : الذي طفا ) أي : فوق الماء ، وعلا عليه ( قوله : وإعلاله ) أي : الخبر المذكور ( قوله : وصغار السمك ) أخرج الكبار ا هـ . سم ( قوله : ويسن ) إلى قوله : وكأن وجه الكراهة في النهاية ، والمغني إلا قوله : ويظهر إلى ، ويكره ( قوله : ويسن ذبح سمك إلخ ) والأولى أن يكون الذبح من ذيلها ، ولعل ذلك فيما هو على صورة السمك المعروف أما ما هو على صورة حمار ، أو آدمي ، فينبغي أن يكون الذبح في حلقه ، أو لبته كالحيوانات البرية ا هـ . ع ش ( قوله : اتجه إلخ ) أي : في تحصيل المسنون ( قوله : وكأن وجه الكراهة ) عبارة المغني ، والأسنى ؛ لأنه عنت ، وتعب بلا فائدة ا هـ . ( قوله : بها ) أي : الكراهة ( قوله : ونوزع إلخ ) وافقه المغني فقال : وشمل حل ميتة السمك ما لو وجدت سمكة ميتة في جوف أخرى فتحل كما لو ماتت حتف أنفها إلا أن تكون متغيرة ، وإن لم تتقطع كما قاله الأذرعي ؛ لأنها صارت كالروث ، والقيء ا هـ .

التالي السابق


الخدمات العلمية