ما ورد في خلق السماوات والأرض وما بينهما

قال الله تعالى : الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون [ الأنعام : 1 ] . وقال تعالى : إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام [ الأعراف : 54 ] . في غير ما آية من القرآن . وقد اختلف المفسرون في مقدار هذه الستة الأيام على قولين : فالجمهور على أنها كأيامنا هذه . وعن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وكعب الأحبار : أن كل يوم منها كألف سنة مما تعدون . رواهن ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، واختار هذا القول الإمام أحمد بن حنبل في كتابه الذي رد فيه على الجهمية ، واختاره ابن جرير ، وطائفة من المتأخرين ، والله أعلم . وروى ابن جرير ، عن الضحاك بن مزاحم ، وغيره أن أسماء الأيام الستة : أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ، واختلفوا أيضا في اليوم الذي ابتدأ الله تعالى فيه خلق السماوات والأرض وحكى ابن جرير في أول الأيام ثلاثة أقوال : فروى عن محمد بن إسحاق أنه قال : يقول أهل التوراة ابتدأ الله الخلق يوم الأحد . ويقول أهل الإنجيل : ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين . ونقول نحن المسلمون فيما انتهى إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأ الله الخلق يوم السبت . وهذا القول الذي حكاه ابن إسحاق عن المسلمين مال إليه طائفة من الفقهاء من الشافعية وغيرهم . وسيأتي فيه حديث أبي هريرة خلق الله التربة يوم السبت . والقول بأنه الأحد رواه ابن جرير ، عن السدي ، عن أبي مالك ، وأبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن جماعة من الصحابة . ورواه أيضا عن عبد الله بن سلام ، واختاره ابن جرير . وهو نص التوراة ، ومال إليه طائفة آخرون من الفقهاء ، وهو أشبه بلفظ الأحد ، ولهذا كمل الخلق في ستة أيام فكان آخرهن الجمعة ; فاتخذه المسلمون عيدهم في الأسبوع ، وهو اليوم الذي أضل الله عنه أهل الكتاب قبلنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية