الأحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم عليهما السلام

اقتسام أولاد نوح الأرض فمن الأحداث: اقتسام أولاد نوح الأرض :

وقد ذكرنا أن يالغ بن عامر قسم الأرض ، فنزل بنو سام سرة الأرض ، وهو ما بين ساتيدما إلى البحر ، وما بين اليمن إلى الشام ، وجعل الله سبحانه فيهم النبوة والكتاب والجمال والأدمة والبياض ، ونزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ، وجعل الله فيهم أدمة وبياضا قليلا ورفع عنهم الطاعون . ونزل بنو يافث مجرى الشمال والصبا ، وفيهم الحمرة والشقرة ، وأخلى الله أرضهم فاشتد بردها ، وأخلى سماءهم ، فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجارية ، لأنهم صاروا تحت "بنات نعش" والجدي والفرقدين ، وابتلوا بالطاعون . ثم لحقت عاد بالشحر ، فعليه هلكوا بواد يقال له "مغيث" .

ولحقت عبل ، وهو عبل بن عوص بن آدم صنعاء قبل أن تسمى صنعاء ، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبل فنزلوا موضع الجحفة ، فأقبل سيل فاحتجفهم ، فذهب بهم فسميت الحجفة .

ولحقت ثمود بالحجر ، ولحقت طسم وجديس باليمامة ، ولحقت بنو يقطن بن عامر باليمن فسميت اليمن حيث تيامنوا إليها . ولحق قوم من بني كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشاموا ، وكانت الشام يقال لها أرض كنعان .

وكانت العماليق في بلدان شتى ، وكان منهم بالمشرق إلى عمان ، وبالبحرين طائفة ، وكان بالشام ومصر ومكة والمدينة والحجاز ونجد منهم طائفة . والطائفة التي كانت منهم بالشام يقال لهم "الكنعانيون" وكانوا أصحاب أوثان يعبدونها ، وهم الجبابرة المعروفون .

والطائفة التي كانت بمصر يقال لهم "الفراعنة" ، ومنهم فرعون يوسف ، وكان اسمه الريان بن الوليد ، وفرعون موسى وكان اسمه وائل بن مصعب .

وكان بمكة أيضا طائفة منهم ، وكان سيدهم بكر بن معاوية ، وهو الذي نزل عليه وفد عاد حين ذهبوا يستسقون لعاد ، وكان معاوية هذا نازلا بظاهر مكة خارجا من الحرم ، وكان يتخذ منهم ناس يقال لهم: "بديل وراجل" . فكان بالمدينة منهم بنو حف وسعد بن هزان وبنو مطر وبنو الأرزن ، وكان ملك الحجاز منهم الملك الذي يدعى الأرقم ، وكان منزله تيماء ، وكانت منازلهم المدينة إلى تيماء وإلى فدك . عبادة الأصنام بعد نوح ومن الأحداث التي كانت بعد نوح عبادة الأصنام :

روى البخاري في أفراده من حديث ابن عباس ، قال: ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر أسماء قوم صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا في مجالسهم أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا فلم تعبد حتى هلك أولئك ، ونسخ العلم فعبدت ، وصارت تلك الأوثان في العرب بعد . أما ود فكان لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع فكان لهذيل ، وأما يغوث فكان لمراد بني غطيف بالجرف ، وأما يعوق فكان لهمدان ، وأما نسر فكان لحمير لآل ذي الكلاع .

ومن الأحداث بين نوح وإبراهيم طغيان جنين من أولاد إرم :

وهما: عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ، وهي عاد الأولى ، وثمود بن جاثر بن إرم ، وهم كانوا العرب العاربة . وكان بين نوح وإبراهيم دانيال الأكبر

فأما دانيال الأصغر فكان في زمان نصر .

فعن ابن عباس ، قال: أوحى الله -عز وجل- إلى دانيال الأكبر أن يجري لعبادي نهرين واجعل مفيضهما البحر ، فقد أمرت الأرض أن تعطيك ، قال: فأخذ قناة أو قصبة فجعل يخد في الأرض ويتبعه الماء ، وإذا مر بأرض شيخ كبير أو يتيم ناشده الله فيحيد عن أرضه ، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك . وعن أبي عمران الحوفي ، قال: كان أنف دانيال ذراعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية