[لم سمي الخضر]

وقد اختلف العلماء لم سمي الخضر على قولين:

أحدهما: أنه جلس على فروة بيضاء فاخضرت ، والفروة الأرض اليابسة .

وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "إنما سمي الخضر خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضراء" .

والثاني: إنه كان إذا جلس اخضر ما حوله . قاله عكرمة .

وقال مجاهد: كان إذا صلى اخضر ما حوله .

واختلفوا هل كان نبيا أم لا على قولين ، ذكرهما ابن الأنباري .

وقال الخطابي : إنما سمي الخضر خضرا; لحسنه وإشراق وجهه .

قلت : هذا لا ينافي ما ثبت في " الصحيح " ، فإن كان ولا بد من التعليل بأحدهما ، فما ثبت في " الصحيح " أولى وأقوى ، بل لا يلتفت إلى ما عداه .

وعن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنما سمي الخضر خضرا لأنه صلى على فروة بيضاء ، فاهتزت خضراء وهذا غريب من هذا الوجه . وعن مجاهد ، قال إنما سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله . وتقدم أن موسى ، ويوشع ، عليهما السلام ، لما رجعا يقصان الأثر ، وجداه على طنفسة خضراء على كبد البحر ، وهو مسجى بثوب ، قد جعل طرفاه من تحت رأسه وقدميه ، فسلم عليه موسى ، عليه السلام فكشف عن وجهه ، فرد وقال : أنى بأرضك السلام! من أنت؟ قال : أنا موسى . قال : موسى بني إسرائيل؟ قال : نعم . فكان من أمرهما ما قصه الله في كتابه عنهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية