قال ابن إسحاق : وتبان أسعد أبو كرب هو الذي قدم المدينة ، وساق الحبرين من اليهود إلى اليمن ، وعمر البيت الحرام ، وكساه وكان ملكه قبل ملك ربيعة بن نصر وكان قد جعل طريقه حين رجع من غزوة بلاد المشرق على المدينة وكان قد مر بها في بدأته فلم يهج أهلها ، وخلف بين أظهرهم ابنا له فقتل غيلة فقدمها وهو مجمع لإخرابها ، واستئصال أهلها ، وقطع نخلها فجمع له هذا الحي من الأنصار ، ورئيسهم عمرو بن طلة أخو بني النجار ، ثم أحد بني عمرو بن مبذول ، واسم مبذول عامر بن مالك بن النجار ، واسم النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر .

وقال ابن هشام عمرو بن طلحة هو عمرو بن معاوية بن عمرو بن عامر بن مالك بن النجار ، وطلة أمه وهي بنت عامر بن زريق الخزرجية .

قال ابن إسحاق وقد كان رجل من بني عدي بن النجار يقال له : أحمر عدا على رجل من أصحاب تبع وجده يجد عذقا له فضربه بمنجله فقتله ، وقال : إنما التمر لمن أبره فزاد ذلك تبعا حنقا عليهم فاقتتلوا فتزعم الأنصار أنهم كانوا يقاتلونه بالنهار ويقرونه بالليل فيعجبه ذلك منهم ، ويقول : والله إن قومنا لكرام ، وحكى ابن إسحاق عن الأنصار أن تبعا إنما كان حنقه على اليهود أنهم منعوهم منه .

قال السهيلي : ويقال إنه إنما جاء لنصرة الأنصار - أبناء عمه - على اليهود الذين نزلوا عندهم في المدينة على شروط فلم يفوا بها ، واستطالوا عليهم . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية