[ صفة أكلة الربا ]

قال : ثم رأيت رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل آل فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة حين يعرضون على النار يطئونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك .

قال : قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا
. ورأى رجلا يسبح في نهر من دم ، يلقم الحجارة ، فقال :

من هذا؟ قال : آكل الربا . التنبيه الأربعون :

إنما رأى أكلة الربا منتفخة بطونهم لأن العقوبة مشاكلة للذنب ، فآكل الربا يربو بطنه كما أراد أن يربو ماله بأكل ما حرم عليه فمحقت البركة من ماله وجعلت نفخا في بطنه حتى يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس . وإنما جعلوا بطريق آل فرعون يمرون عليهم غدوا وعشيا ، لأن آل فرعون هم أشد الناس عذابا فضلا عن غيرهم من الكفار ، وهم لا يستطيعون القيام . ومعنى كونهم في طريق جهنم بحيث يمر بالكفار عليهم أن الله سبحانه وتعالى قد أوقف أمرهم بين أن ينتهوا فيكون خيرا لهم وبين أن يعودوا ويصروا فيدخلهم النار ، وهذه صفة من هو في طريق النار ، قال الله تعالى : فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [البقرة : 275] وفي بعض الأحاديث أنه رأى بطونهم كالبيوت يعني أكلة الربا ، وفيها حيات ترى من خارج البطون .

التالي السابق


الخدمات العلمية