[ وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم وموسى وعيسى ]

قال ابن إسحاق : وزعم الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لأصحابه إبراهيم وموسى وعيسى حين رآهم في تلك الليلة ، فقال : أما إبراهيم ، فلم أر رجلا أشبه ( قط ) بصاحبكم ، ولا صاحبكم أشبه به منه ، وأما موسى فرجل آدم طويل ضرب جعد أقنى كأنه من رجال شنوءة وأما عيسى بن مريم ، فرجل أحمر ، بين القصير والطويل ، سبط الشعر ، كثير خيلان الوجه ، كأنه خرج من ديماس ، تخال رأسه يقطر ماء ، وليس به ماء ، أشبه رجالكم به عروة بن مسعود الثقفي . وبينا هو يسير إذ لقيه خلق من خلق الله ، فقالوا : السلام عليك يا أول ، السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر ، فقال جبريل : اردد السلام ، فرد ، ثم لقيه الثانية فقال له مثل ذلك ، ثم لقيه الثالثة فقال له مثل ذلك . فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : إبراهيم وموسى وعيسى .

ومر على موسى وهو يصلي في قبره الكثيب الأحمر ، رجل طوال سبط آدم كأنه من رجال شنوءة ، وهو يقول يرفع صوته : أكرمته وفضلته ، فدفع إليه ، فسلم عليه فرد عليه السلام ، وقال : من هذا معك يا جبريل ؟ فقال : هذا أحمد ، فقل : مرحبا بالنبي العربي الذي نصح لأمته ودعا له بالبركة وقال : سل لأمتك اليسر .

فساروا فقال : يا جبريل من هذا؟ قال : هذا موسى بن عمران ، قال : ومن يعاتب؟ قال :

يعاتب ربه . قال : أويرفع صوته على ربه؟ قال جبريل إن الله تعالى قد عرف له حدته ثم مر برجل قائم يصلي قال : من هذا معك يا جبريل ؟ قال جبريل : هذا أخوك محمد ، فرحب به ودعا له ببركة فقال : سل لأمتك اليسر ، فقال من هذا يا جبريل ؟ قال هذا أخوك عيسى . ومر على شجرة كان ثمرها السرح ، تحتها شيخ وعياله ، فرأى مصابيح وضوءا . فقال : من هذا يا جبريل ؟ قال :

هذا أبوك إبراهيم . فسلم عليه فرد عليه السلام . وقال : من هذا معك يا جبريل ؟ قال : هذا ابنك أحمد . فقال : مرحبا بالنبي العربي الذي بلغ رسالة ربه ونصح لأمته ، يا بني إنك لاق ربك الليلة ، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها ، فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جلها في أمتك فافعل .

التالي السابق


الخدمات العلمية