[ أبو دجانة وابن أبي وقاص يدفعان عن الرسول ]

قال ابن إسحاق : وترس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه ، يقع النبل في ظهره ، وهو منحن عليه ، حتى كثر فيه النبل . ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله . قال سعد : فلقد رأيته يناولني النبل وهو يقول : ارم ، فداك أبي وأمي ، حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل ، فيقول : ارم به ن علي بن أبي طالب قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك ، فإني سمعته يقول يوم أحد : يا سعد ، ارم فداك أبي وأمي قال سعد : فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يناولني النبل ، ويقول : ارم ، فداك أبي وأمي . حتى إنه ليناولني السهم ليس له نصل فأرمي به. فما من سهم أرمي به إلا قال رسول الله : «اللهم سدد رميته ، وأجب دعوته » ، حتى إذا فرغت من كناني نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كنانته فنبلني سهما نضيا قال وهو الذي قد ريش وكان أسد من غيره . ورمى حبان بسهم فأصاب ذيل أم أيمن وكانت تسقي الجرحى ، فانكشف عنها فاستغرب عدو الله في الضحك ، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفع إلى سعد [بن أبي وقاص سهما ] لا نصل له ، فقال : «ارم به » ، فوقع السهم في ثغرة نحر حبان ، فوقع مستلقيا وبدت عورته ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : «استقاد لها سعد أجاب الله دعوتك وسدد رميتك » .

التالي السابق


الخدمات العلمية