[ شأن أنس بن النضر ]

قال ابن إسحاق : وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار ، قال : انتهى أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، إلى عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله ، في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم ، فقال : ما يجلسكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ قال : فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ ( قوموا ) فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم استقبل القوم ، فقاتل حتى قتل وبه سمي أنس بن مالك .

قال ابن إسحاق : فحدثني حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة ، فما عرفه إلا أخته ، عرفته ببناته . وعن أنس ، أن عمه غاب عن بدر ، فقال:

غبت عن أول قتال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه وسلم [مشهدا] ليرين الله ما أفعل ، فلقي يوم أحد فهزم الناس ، فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني المسلمين - وأبرأ إليك مما جاء به المشركون . فتقدم بسيفه فلقي سعد بن معاذ ، فقال: إلى أين يا سعد؟ فقال: إني لأجد ريح الجنة دون أحد . فمضى فقتل ، فما عرف حتى عرفته [أخته] بشامة أو ببنانة وبه بضع وثمانون من بين طعنة وضربة ورمية سهم . فائدة قال ابن القيم فيما يستفاد: جواز الانغماس في العدو ، كما انغمس أنس بن النضر وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية