فخرجوا -النفر الذين أرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - مع القوم -عضل والقارة- حتى إذا كانوا بالهدة- وفي رواية بالهدأة بين عسفان ومكة .

وفي رواية حتى إذا كانوا على الرجيع ، ماء لهذيل بناحية الحجاز ، على صدور الهدأة قال أبو هريرة وعروة وابن عقبة : غدروا بهم فنفروا لهم ، وفي لفظ : فاستصرخوا عليهم قريبا من مائة رام ، وفي رواية في الصحيح في الجهاد : «فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل» .

والجمع واضح بأن تكون المائة الأخرى غير رماة . وذكر أبو معشر في مغازيه أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم نزلوا بالرجيع سحرا ، فأكلوا تمر عجوة فسقط نواه في الأرض وكانوا يسيرون بالليل ويكمنون النهار . فجاءت امرأة من هذيل ترعى غنما فرأت النوى فأنكرت صغرهن ، وقالت : هذا تمر يثرب ، فصاحت في قومها : «قد أتيتم ، فاقتصوا آثارهم حتى نزلوا منزلا فوجدوا فيه نوى تمر تزودوه من المدينة ، فجاءوا في طلبهم فوجدوهم قد ركنوا في الجبل ، انتهى . فلم يرع القوم إلا بالرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم . فلما أحس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى فدفد ، وفي لفظ : قردد ، بواد يقال له غران .

وجاء القوم فأحاطوا بهم ، فقالوا : «لكم العهد والميثاق أن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلا ، إنا والله لا نريد قتلكم ، إنما نريد أن نصيب منكم شيئا من أهل مكة » .

التالي السابق


الخدمات العلمية