روى الشيخان والإمام أحمد والبيهقي عن أنس ، والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم ، والبخاري عن عروة أن ناسا جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة . فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لها القراء ، فتعرضوا لهم وقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان . قالوا : «اللهم بلغ عنا نبينا- وفي لفظ : إخواننا- أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا» فأخبر جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه فقال : «إن إخوانكم قد لقوا المشركين واقتطعوهم فلم يبق منهم أحد ، وإنهم قالوا : ربنا بلغ قومنا إنا قد رضينا ورضي عنا ، وأنا رسولهم إليكم؛ إنهم قد رضوا ورضي عنهم» .

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله .
وفي رواية عن أنس في الصحيح : «فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا في صلاة الغداة بعد القراءة ، وفي رواية بعد الركوع ، وذلك بعد القنوت وما كنا نقنت» . وفي رواية الإمام أحمد قال أنس رضي الله تعالى عنه : فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على شيء وجده عليهم ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يده فدعا عليهم . فلما كان بعد ذلك ، إذا أبو طلحة يقول : «هل لك في قاتل حرام ؟ » قلت : ما له ؟ فعل الله تعالى به وفعل . قال : مهلا؛ فإنه قد أسلم . وأنزل الله - عز وجل - في أهل بئر معونة قرآنا : بلغوا قومنا عنا أنا قد لقينا ربنا ، فرضي عنا ورضينا عنه . ثم نسخت .

التالي السابق


الخدمات العلمية