ونجم النفاق من بعض المنافقين ، فقال معتب بن قشير : كان محمد يعدنا أن نأخذ كنوز كسرى وقيصر وأن أموالهما تنفق في سبيل الله ، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا [الأحزاب 12] وقال رجال ممن معه :

يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا [الأحزاب 13] وهمت بنو قريظة بالإغارة على المدينة ليلا ، فبلغ ذلك المسلمين ، فعظم الخطب ، واشتد البلاء ، ثم كفهم الله تعالى عن ذلك لما بلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل سلمة بن أسلم بن حريش الأشهلي في مائتي رجل ، وزيد بن حارثة في ثلاثمائة يحرسون المدينة ، ويظهرون التكبير ، فإذا أصبحوا أمنوا .

واجتمعت جماعة من بني حارثة فبعثوا أوس بن قيظي- بالتحتية والظاء المعجمة المشالة- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إن بيوتنا عورة ، وليس دار من دور الأنصار مثل دورنا ، ليس بيننا وبين غطفان أحد يردهم عنا ، فأذن لنا فلنرجع إلى دورنا ، فنمنع ذرارينا ونساءنا فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفرحوا بذلك وتهيئوا للانصراف .

قال محمد بن عمر : فبلغ سعد بن معاذ ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله : لا تأذن لهم ، إنا والله ما أصابنا وإياهم شدة قط إلا صنعوا هكذا ، ثم أقبل عليهم فقال : يا بني حارثة ، هذا لنا منكم أبدا ، ما أصابنا وإياكم شدة إلا صنعتم هكذا . فردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية