ذكر مسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني قريظة

قال محمد بن عمر : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم لسبع بقين من ذي القعدة ، ولبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السلاح والدرع والمغفر والبيضة وأخذ قناة بيده ، وتقلد الترس ، وركب فرسه اللحيف ، وحف به أصحابه ، قد لبسوا السلاح وركبوا الخيل ، وكانت الخيل ستة وثلاثين فرسا وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه ، والخيل والرجالة حوله قال ابن سعد :

وكان معه - صلى الله عليه وسلم ثلاثة آلاف ، قلت : كذا ذكر محمد بن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ركب فرسا .

وعن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أتى بني قريظة ركب على حمار عري يقال له يعفور ، والناس حوله .

ودنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم . وترسنا عنه ، ونادى بأعلى صوته نفرا من أشرافهم ، حتى أسمعهم فقال : «أجيبوا يا إخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته ؟ أتشتمونني ؟ ! فجعلوا يحلفون ما فعلنا ، ويقولون : يا أبا القاسم ما كنت جهولا ، وفي لفظ : ما كنت فاحشا . واجتمع المسلمون عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشاء ، وبعث سعد بن عبادة - رضي الله عنه - بأحمال تمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين . فكان طعامهم ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم يومئذ «نعم الطعام التمر» . قال ابن إسحاق : ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بئر من آبار بني قريظة من ناحية أموالهم يقال لها : بئر أنا . فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة ، حتى جهدهم الحصار ، وقذف الله في قلوبهم الرعب.

التالي السابق


الخدمات العلمية