قال أهل المغازي وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حصارهم ، فلما اشتد عليهم الحصار أرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة السبت أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر فنستشيره في أمرنا فأرسله إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأوه قام إليه الرجال وبهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه ، فرق لهم ، فقال كعب بن أسد : يا أبا لبابة ، إنا قد اخترناك على غيرك ، إن محمدا قد أبى إلا أن ننزل على حكمه أفترى أن ننزل على حكمه ؟ قال نعم ، وأشار بيده إلى حلقه أي أنه الذبح . قال أبو لبابة : فو الله ما زالت قدماي عن مكانهما حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله . فندمت واسترجعت فنزلت وإن لحيتي لمبتلة من الدموع ، والناس ينتظرون رجوعي إليهم حتى أخذت من وراء الحصن طريقا أخرى ، حتى جئت إلى المسجد ، ولم آت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارتبطت وكان ارتباطي على الأسطوانة المخلقة التي يقال لها أسطوانة التوبة ، وقلت لا أبرح من مكاني حتى أموت أو يتوب الله علي مما صنعت ، وعاهدت الله تعالى بألا أطأ أرض بني قريظة أبدا ولا أرى في بلد خنت الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فيه أبدا. ما نزل في أبي لبابة من القرآن قال ابن هشام : وأنزل الله تعالى في أبي لبابة ، فيما قال سفيان بن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن أبي قتادة : يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون

التالي السابق


الخدمات العلمية