قال محمد بن عمر : والذي نزل بالسهم ناجية بن الأعجم - رجل من أسلم ، ويقال :
ناجية بن جندب وهو سائق بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد روى أن جارية من الأنصار قالت لناجية وهو في القليب :
يا أيها الماتح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا
يثنون خيرا ويمجدونكا
فقال ناجية وهو في القليب :
قد علمت جارية يمانيه أني أنا الماتح واسمي ناجيه وطعنة ذات رشاش واهيه طعنتها تحت صدور العادية
قال محمد بن عمر : حدثني أربعة عشر رجلا ممن أسلم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ناجية بن الأعجم ، يقول : دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين شكي إليه قلة الماء فأخرج سهما من كنانته ، ودفعه إلي ، ودعا بدلو من ماء البئر فجئته به ، فتوضأ فمضمض فاه ، ثم مج في الدلو - والناس في حر شديد - وإنما هي بئر واحدة قد سبق المشركون إلى بلدح فغلبوا على مياهه فقال : «انزل بالدلو فصبها في البئر وأثر ماءها بالسهم» ففعلت ،
فو الذي بعثه بالحق ما كدت أخرج حتى يغمرني وفارت كما تفور القدر ، حتى طمت واستوت بشفيرها ، يغترفون من جانبها حتى نهلوا من آخرهم . وعلى الماء يومئذ نفر من المنافقين ، منهم عبد الله بن أبي ، فقال أوس بن خولي : ويحك يا أبا الحباب!! أما إن لك أن تبصر ما أنت عليه ؟ أبعد هذا شيء ؟ فقال : إني قد رأيت مثل هذا . فقال أوس :
قبحك الله وقبح رأيك فأقبل ابن أبي يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم
فقال «يا أبا الحباب : إني رأيت مثلما رأيت اليوم» ؟ فقال : ما رأيت مثله قط . قال : «فلم قلته» ؟ فقال ابن أبي : يا رسول الله استغفر لي ،
فقال ابنه عبد الله بن عبد الله - رضي الله عنه - يا رسول الله استغفر له ، فاستغفر له .
وروى ابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال : أنا نزلت بالسهم . والله أعلم .
وأهدى عمرو بن سالم وبسر بن سفيان الخزاعيان - رضي الله عنهما - بالحديبية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنما وجزورا ، وأهدى عمرو بن سالم لسعد بن عبادة - رضي الله عنه - جزرا - وكان صديقا له - فجاء سعد بالجزر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره أن عمرا أهداها له ، فقال : «وعمرو قد أهدى لنا ما ترى ، فبارك الله في عمرو» ثم أمر بالجزر تنحر وتقسم في أصحابه ، وفرق الغنم فيهم من آخرها
وشرك فيها فدخل على أم سلمة من لحم الجزور كنحو ما دخل على رجل من القوم ، وشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شاته ، فدخل على أم سلمة بعضها ، وأمر - صلى الله عليه وسلم - للذي جاء بالهدية بكسوة . تكثيره صلى الله عليه وسلم ماء بئر الحديبية
روى أبو نعيم والبزار عن أنس رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلنا فسقيناه من بئر كانت لنا في دارنا وكانت تسمى في الجاهلية «النزور» فتفل فيها فكانت لا تنزح بعد . تكثيره صلى الله عليه وسلم ماء بئر غرس
روى ابن سعد عن سعيد بن رقيش عن أنس رضي الله عنه قال : جئنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قباء فانتهى إلى بئر غرس وإنه ليستقى منه على حمار ثم نقوم عامة النهار ما نجد فيها ماء فمضمض في الدلو ورده فجاشت بالرواء . تكثيره صلى الله عليه وسلم ماء المزادتين
روى ابن السكن عن همام بن نقيد السعدي قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
يا رسول الله : حفرنا لنا بئرا فخرجت مالحة فدفع إلي إداوة فيها ماء ، فقال : «صبه» ، فصببته فيها ، فعذبت فهي أعذب ماء بئر باليمن . نبع الماء من الأرض له صلى الله عليه وسلم
روى ابن سعد عن عمرو بن سعيد قال : قال أبو طالب : إن أول ما أنكرت من ابن أخي أنا كنا بذي المجاز في إبلنا ، وكان رديفي في يوم صائف فأصابني عطش شديد فقلت له : يا ابن أخي أذاني العطش فثنى رجله ، فنزل ، فقال : «يا عم ، أتريد ماء ؟ قلت : نعم ، فقال :
«انزل» فنزلت ، فانتهيت إلى صخرة فركضها برجله ، وقال شيئا فنبعت ماء لم أر مثله فشربت حتى رويت فقال : «أرويت» ، قلت : «نعم ، فركضها ثانية فعادت كما كانت .