[ نحر الرسول وحلق فاقتدى به الناس ]

فلما فرغ من قضية الكتاب

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «قوموا فانحروا ثم احلقوا» فو الله ما قام رجل منهم ، حتى قال ذلك ثلاث مرات ، فاشتد ذلك عليه ، فدخل على أم سلمة فقال :

«هلك المسلمون ، أمرتهم أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا»
. وفي رواية : «ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه - وهم يسمعون كلامي وينظرون وجهي» .

فقالت : يا رسول الله ، لا تلمهم فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح ، ورجوعهم بغير فتح يا نبي الله اخرج ولا تكلم أحدا كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فجلى الله - تعالى - عن الناس بأم سلمة - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضطبع بثوبه ، فخرج فأخذ الحربة ويمم هديه وأهوى بالحربة إلى البدن رافعا صوته «بسم الله والله أكبر» ونحر ، فتواثب المسلمون إلى الهدي وازدحموا عليه ينحرونه حتى كاد بعضهم يقع على بعض ، وأشرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه في الهدي ، فنحر البدنة عن سبعة ، وكان هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين بدنة ، وكان الهدي دون الجبال التي تطلع على وادي الثنية ، فلما صده المشركون رد وجوه البدن
.

قال ابن عباس : لما صدت عن البيت حنت كما تحن إلى أولادها . رواه الإمام أحمد والبيهقي . فنحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدنه حيث حبسوه وهي الحديبية .

التالي السابق


الخدمات العلمية