خيبر - بخاء معجمة ، فتحتية ، فموحدة ، وزن جعفر : وهي اسم ولاية تشتمل على حصون ومزارع ، ونخل كثير ، على ثلاثة أيام من المدينة على يسار حاج الشام . والخيبر بلسان اليهود ، الحصن ، ولذا سميت خيابر أيضا - بفتح الخاء ، قاله ابن القيم مما ذكر ابن إسحاق ، وقال ابن عقبة ومحمد بن عمر وأبو سعد النيسابوري في الشرف : أنها بجبلة - بفتح الجيم والموحدة ابن جوال بفتح الجيم وتشديد الواو ، بعدها ألف ولام ، وقيل : سميت بأول من نزلها ، وهو خيبر أخو يثرب ابنا قانية بن مهلايل بن آدم بن عبيل ، وهو أخو عاد .
وذكر جماعة من الأئمة : أن بعضها فتح صلحا ، وبعضها فتح عنوة . وبه يجمع بين الروايات المختلفة في ذلك .
وروي عن الإمام مالك - رحمه الله تعالى - أن الكتيبة أربعون ألف عذق . ولابن زبالة حديث
«ميلان في ميل من خيبر مقدس ، وحديث
«خيبر مقدسة ، والسوارقية مؤتفكة ، وحديث
«نعم القرية في سنيات الدجال خيبر» وتوصف خيبر بكثرة التمر .
قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه :
وإنا ومن يهدي القصائد نحونا كمستبضع تمرا إلى أهل خيبر
وروى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قال : لما فتحت خيبر : قلنا : الآن نشبع من التمر . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : ما شبعنا من التمر حتى فتحت خيبر ، وتوصف خيبر بكثرة الحمى ، قدم خيبر أعرابي بعياله فقال :
قلت لحمى خيبر استقري هاك عيالي فاجهدي وجدي
وباكري بصالد وورد أعانك الله على ذا الجند
فحم ومات ، وبقي عياله .
قال أبو عبيد البكري - رحمه الله - في معجمه وفي الشق عين تسمى الحمة ، وهي التي سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمة الملائكة ، يذهب ثلثا مائها في فلج والثلث الآخر في «فلج» والمسلك واحد وقد اعتبرت منذ زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم يطرح فيها ثلاث خشبات أو ثلاث تمرات فتذهب اثنتان في الفلج الذي له ثلثا مائها ، وواحدة في الفلج الثاني ، ولا يقدر أحد أن يأخذ من ذلك الفلج أكثر من الثلث ، ومن قام في الفلج الذي يأخذ الثلثين ليرد الماء إلى الفلج الثاني غلبه الماء وفاض ، ولم يرجع إلى الفلج الثاني شيء يزيد على قدر الثلث وتشتمل خيبر على حصون كثيرة ، ذكر منها في القصة كثير .