اغتساله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح وصلاته وقت الضحى شكرا لله تعالى

عن أم هانئ - رضي الله عنها - قالت : لما كان عام يوم الفتح فر إلي رجلان من بني مخزوم قال ابن هشام : هما الحارث بن هشام وزهير بن أبي أمية بن المغيرة . قال ابن إسحاق : وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، فأجرتهما ، قالت : فدخل علي علي فقال : أقتلهما ، قالت : فلما سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بأعلى مكة ، فلما رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحب وقال : «ما جاء بك يا أم هانئ ، قالت : قلت يا رسول الله ، كنت أمنت رجلين من أحمائي ، فأراد علي قتلهما ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «قد أجرنا من أجرت” ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غسله فسترته فاطمة ، ثم أخذ ثوبا فالتحف به ، ثم صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثماني ركعات سبحة الضحى ، رواه مسلم والبيهقي .

وعنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ، وصلى ثماني ركعات ، قالت : لم أره صلى صلاة أخف منها ، غير أنه يتم ركوعها وسجودها . رواه البخاري والبيهقي . وقال البخاري : ثنا أبو الوليد ، ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليلى قال : ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى غير أم هانئ ، فإنها ذكرت أنه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ، ثم صلى ثماني ركعات . قالت : ولم أره صلى صلاة أخف منها ، غير أنه يتم الركوع والسجود . وكانت وقت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فظنها من ظنها صلاة الضحى ، وإنما هذه صلاة الفتح ، وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا حصنا أو بلدا صلوا عقيب الفتح ، هذه الصلاة اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكرا لله عليه ، فإنها قالت : ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها .

وفي قصة الفتح من الفقه جواز إجارة المرأة وأمانها للرجل والرجلين ، كما أجاز النبي - صلى الله عليه وسلم - أمان أم هانئ لحمويها .

التالي السابق


الخدمات العلمية