مبايعته - صلى الله عليه وسلم - الناس على الإسلام

ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للبيعة على الصفا وعمر بن الخطاب تحته ، واجتمع الناس لبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ، فكان يبايعهم على السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا ، فكانت هذه بيعة الرجال .

وأما بيعة النساء ، فإنه لما فرغ من الرجال بايع النساء ، فأتاه منهن نساء من نساء قريش ، منهن أم هانئ بنت أبي طالب ، وأم حبيب بنت العاص بن أمية ، وكانت عند عمرو بن عبد ود العامري ، وأروى بنت أبي العيص عمة عتاب بن أسيد ، وأختها عاتكة بنت أبي العيص ، وكانت عند المطلب بن أبي وداعة السهمي ، وأمه بنت عفان بن أبي العاص أخت عثمان ، وكانت عند سعد حليف بني مخزوم ، وهند بنت عتبة ، وكانت عند أبي سفيان ، ويسيرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام ، وكانت عند عكرمة بن أبي جهل ، وفاختة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد ، وكانت عند صفوان بن أمية بن خلف ، وريطة بنت الحجاج ، وكانت عند عمرو بن العاص في غيرهن وروى الإمام أحمد ، والبيهقي عن الأسود بن خلف - رضي الله تعالى عنه - أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبايع الناس يوم الفتح . قال : جلس عند قرن مسفلة ، فبايع الناس على الإسلام فجاءه الكبار والصغار ، والرجال والنساء ، فبايعهم على الإيمان بالله - تعالى - وشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله .

وقال الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير - رحمه الله تعالى - : اجتمع الناس بمكة لبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام ، فجلس لهم - فيما بلغني - على الصفا ، وعمر بن الخطاب أسفل من مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ على الناس السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا ، فلما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة ، امرأة أبي سفيان متنقبة متنكرة خوفا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يخبرها بما كان من صنيعها بحمزة ، فهي تخاف أن يأخذها بحدثها ذلك ، فلما دنين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «بايعنني على ألا تشركن بالله شيئا” فرفعت هند رأسها وقالت : والله إنك لتأخذ علينا ما لا تأخذه على الرجال فقال : «ولا تسرقن” فقالت : والله إني كنت أصبت من مال أبي سفيان الهنة بعد الهنة ، وما كنت أدري أكان ذلك حلالا أم لا ؟ فقال أبو سفيان : - وكان شاهدا لما تقول - أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل - عفا الله عنك - ثم قال : «ولا تزنين” فقالت : يا رسول الله : أو تزني الحرة ؟ ! ثم قال : «ولا تقتلن أولادكن” قالت : قد ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا ، فأنت وهم أعلم ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر ، ثم قال : «ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن” فقالت : والله إن إتيان البهتان لقبيح ولبعض التجاوز أمثل ، ثم قال : «ولا تعصين” فقالت : في معروف فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لعمر : «بايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم” فبايعهن عمر ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم . لا يصافح النساء ولا يمس جلد امرأة لم يحلها الله - تعالى - له أو ذات محرم وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت لا والله ما مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يد امرأة قط وفي رواية ما كان يبايعهن إلا كلاما ويقول إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة . وفي " الصحيحين " عن عائشة ، أن هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل شحيح ، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني ، فهل علي من حرج إذا أخذت من ماله بغير علمه ؟ قال : " خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك .

وروى البيهقي ، من طريق يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، أن هند بنت عتبة قالت : يا رسول الله ، ما كان مما على وجه الأرض أخباء أو أهل خباء - الشك من ابن بكير - أحب إلي من أن يذلوا من أهل أخبائك - أو خبائك - ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل أخباء - أو خباء - أحب إلي من أن يعزوا من أهل أخبائك - أو خبائك - . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأيضا والذي نفس محمد بيده " . قالت : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل مسيك ، فهل علي حرج أن أطعم من الذي له ؟ قال : " لا ، إلا بالمعروف

التالي السابق


الخدمات العلمية