إسلام صفوان بن أمية - رضي الله عنه

روى ابن إسحاق عن عروة بن الزبير ، والبيهقي عن الزهري ، ومحمد بن عمر عن شيوخه قالوا : خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن ،

فقال عمير بن وهب : يا نبي الله - إن صفوان بن أمية سيد قومي وقد خرج هاربا منك ، ليقذف نفسه في البحر ، فأمنه صلى الله عليك وسلم - قال : «هو آمن”

فخرج عمير حتى أدركه - وهو يريد أن يركب البحر - وقال صفوان لغلامه يسار - وليس معه غيره - ويحك!! انظر من ترى ؟ قال : هذا عمير بن وهب ، قال صفوان : ما أصنع بعمير بن وهب ، والله ما جاء إلا يريد قتلي قد ظاهر علي محمدا ، فلحقه فقال : يا أبا وهب جعلت فداك ، جئت من عند أبر الناس ، وأوصل الناس ، فداك أبي وأمي الله الله في نفسك أن تهلكها ، هذا أمان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جئتك به . قال : ويحك اغرب عني فلا تكلمني . قال : أي صفوان فداك أبي وأمي . أفضل الناس وأبر الناس وخير الناس ابن عمك ، عزه عزك ، وشرفه شرفك وملكه ملكك ، قال : إني أخافه على نفسي . قال : هو أحلم من ذلك وأكرم ، قال : ولا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها ، فقال : امكث مكانك حتى آتيك بها ، فرجع عمير إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن صفوان أبى أن يأنس لي حتى يرى منك أمارة يعرفها ، فنزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمامته فأعطاه إياها ، وهي البرد الذي دخل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرا به برد حبرة ، فرجع معه صفوان حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالمسلمين العصر في المسجد ، فلما سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

صاح صفوان : يا محمد ، إن عمير بن وهب جاءني ببردك ، وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك ، فإن رضيت أمرا وإلا سيرتني شهرين . فقال : «انزل أبا وهب قال : لا والله حتى تبين لي قال : «بل لك تسيير أربعة أشهر فنزل صفوان ، ولما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هوازن وفرق غنائمها فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفوان ينظر إلى شعب ملآن نعما وشاء ورعاء ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه فقال : «يا أبا وهب يعجبك هذا الشعب ؟ ” قال : نعم قال : «هو لك وما فيه فقبض صفوان ما في الشعب ،

وقال عند ذلك : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . وأسلم مكانه

التالي السابق


الخدمات العلمية