[ معذرة خالد في قتال القوم ]

قال ابن إسحاق : وقد قال بعض من يعذر خالدا إنه قال : ما قاتلت حتى أمرني بذلك عبد الله بن حذافة السهمي ، وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرك أن تقاتلهم لامتناعهم من الإسلام .

قال ابن هشام : قال أبو عمرو المدني : لما أتاهم خالد ، قالوا : صبأنا صبأنا

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن ابن عمر قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني - أحسبه قال - جذيمة . فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا . فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا . وجعل خالد بهم أسرا وقتلا . قال : ودفع إلى كل رجل منا أسيرا ، حتى إذا أصبح يوما أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره . قال ابن عمر : فقلت : والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل أحد ?ن أصحابي أسيره . قال : فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا له صنيع خالد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ورفع يديه : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد " مرتين [ ما كان بين خالد وبين عبد الرحمن وزجر الرسول لخالد ]

قال ابن إسحاق : وقد كان جحدم قال لهم حين وضعوا السلاح ورأى ما يصنع خالد ببني جذيمة : يا بني جذيمة ، ضاع الضرب ، قد كنت حذرتكم ما وقعتم فيه قد كان بين خالد وبين عبد الرحمن بن عوف ، فيما بلغني ، كلام في ذلك ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : عملت بأمر الجاهلية في الإسلام . فقال : إنما ثأرت بأبيك . فقال عبد الرحمن : كذبت ، قد قتلت قاتل أبي ، ولكنك ثأرت بعمك الفاكه بن المغيرة ، حتى كان بينهما شر . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : مهلا يا خالد ، دع عنك أصحابي ، فوالله لو كان لك أحد ذهبا ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحته وروى محمد بن عمر ، وأبو النيسابوري في الشرف ، والحاكم في الإكليل ، وابن عساكر عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : قدم خالد بن الوليد على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما صنع ببني جذيمة ما صنع وقد عاب عبد الرحمن بن عوف على خالد ما صنع . قال : يا خالد ، أخذت بأمر الجاهلية في الإسلام ، قتلتهم بعمك الفاكه . وأعانه عمر بن الخطاب على خالد ، فقال خالد : أخذتهم بقتل أبيك ، وفي لفظ : فقال : إنما ثأرت بأبيك . فقال عبد الرحمن : كذبت والله لقد قتلت قاتل أبي ، وأشهدت على قتله عثمان بن عفان . ثم التفت إلى عثمان فقال : أنشدك الله هل علمت أني قتلت قاتل أبي ؟ فقال عثمان : اللهم نعم . ثم قال عبد الرحمن : ويحك يا خالد ولو لم أقتل قاتل أبي أكنت تقتل قوما مسلمين بأبي في الجاهلية ؟ قال خالد : ومن أخبرك أنهم أسلموا ؟ فقال : أهل السرية كلهم يخبرونا أنك قد وجدتهم بنوا المساجد وأقروا بالإسلام ، ثم حملتهم على السيف . قال : جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغير عليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية