عرضه- صلى الله عليه وسلم- القرآن على جبريل- عليه الصلاة والسلام- في العام الذي مات فيه مرتين ونعيه- صلى الله عليه وسلم- نفسه لأصحابه

روى الإمام أحمد وابن سعد عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعرض القرآن على جبريل في كل رمضان فلما كان في العام الذي مات فيه عرضه عليه مرتين» .

وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعتكف في كل شهر رمضان عشرة أيام ، فلما كان العام الذي توفي فيه عكف عشرين يوما وكان جبريل يقرأ عليه القرآن مرة كل رمضان فلما كان العام الذي توفي فيه عرضه عليه مرتين .

وروى الشيخان عن فاطمة الزهراء- رضي الله تعالى عنها- أنها أسر إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «إن جبريل كان يعارضني القرآن كل عام مرة وإنه عارضني به العام مرتين ولا أرى أجلي إلا قد قرب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك» .

وروى مسلم عن جابر - رضي الله تعالى عنه- قال رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرمي الجمار فوقف وقال : «لتأخذوا عني مناسككم فلعلي لا أحج بعد عامي هذا» .

وروى ابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان والإمام أحمد وابن سعد وأبو يعلى والطبراني بسند صحيح عن واثلة بن الأسقع- رضي الله تعالى عنهما- قالا : خرج علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «أتزعمون أني من آخركم وفاة قلنا : أجل ، قال : فإني من أولكم وفاة وتتبعوني أفنادا يهلك بعضكم بعضا» .

وروى ابن سعد عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» .

وروى ابن سعد عن عكرمة مرسلا قال : قال العباس : لأعلمن ما بقاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فينا فقال له : يا رسول الله لو اتخذت عرشا فإن الناس قد آخوك ، فقال : «والله لا أزال بين ظهرانيهم ينازعوني ردائي ويصيبني غبارهم حتى يكون الله يريحني منهم» !

قال العباس : فعرفنا أن بقاء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فينا قليل .


وروى البزار عن العباس- رضي الله تعالى عنه- قال رأيت في المنام كأن الأرض تنزع إلى السماء بأشطان شداد ، فقصصت ذلك على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «ذاك وفاة ابن أخيك» .

التالي السابق


الخدمات العلمية