[ زواجه بسودة ] وتزوج صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وكانت قبله تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، مات عنها مسلما بعد رجوعه وإياها من أرض الحبشة إلى مكة رضي الله عنهما . فلما حلت خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد العقد على عائشة - رضي الله تعالى عنها - ثم تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة العاشرة أو (الثامنة ) من النبوة ، ودخل بها بمكة بعد موت خديجة - رضي الله تعالى عنها - ، قال ابن كثير : والصحيح أن عائشة عقد عليها قبل سودة ، ولم يدخل بعائشة إلا في السنة الثانية من الهجرة ، وأما سودة فإنه دخل بها بمكة ، وسبقه إلى ذلك أبو نعيم وجزم به الجمهور ، ومنهم قتادة ، وأبو عبيدة معمر بن المثنى والزهري في رواية عقيل ، وقال عبد الله محمد بن محمد بن عقيل : تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد عائشة .

  وروي القولان عن ابن شهاب ، وقال يونس بن يزيد عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج سودة بالمدينة ، قلت : وهي رواية شاذة وقع فيها وهم ، والصحيح : أنها عائشة لا سودة كما تقدم ، وتقدم في مناقب عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون - رضي الله تعالى عنه وعنها - أشارت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بزواجها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاذكريها علي فذهبت إلى سودة وأبيها فقلت : ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة ، فقالت : وما ذاك ؟ قالت : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني إليك لأخطبك عليه ، قالت : وددت ذلك ولكن ادخلي على أبي ، واذكري له ذلك ، وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن ، فحييته بتحية أهل الجاهلية ، فقلت : أنعم صباحك ، فقال : ومن أنت ؟ فقلت : خولة فرحب بي ، وقال ما شاء الله أن يقول . قالت : فقلت : إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر ابنتك ، قال : هو كفء كريم ، فما تقول صاحبتك ؟ قلت : تحب ذاك ، قال : قولي له فليأت ، قالت : فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فملكها وقدم عبد الله بن زمعة فوجد أخته قد تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحثا التراب على رأسه ، فلما أسلم ، قال : إني لسفيه يوم أحثو التراب على رأسي أن تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أختي . رواه الطبراني برجال ثقات والإمام أحمد عن عائشة بسند جيد وعمر الملا وروى ابن سعد عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : كانت سودة بنت زمعة تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو قرأت في المنام كأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل يمشي حتى وطئ عنقها ، فأخبرت زوجها بذلك ، فقال لئن صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجنك محمد ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها ، [من السماء ] وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال : إن صدقت رؤياك ، لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك ، فلم يلبث إلا قليلا حتى مات ، وتزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم . وزوجه إياها سليط بن عمرو ، ويقال أبو حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة درهم

قال ابن هشام : ابن إسحاق يخالف هذا الحديث ، يذكر أن سليطا وأبا حاطب كانا غائبين بأرض الحبشة في هذا الوقت .

التالي السابق


الخدمات العلمية