[ زواجه بزينب بنت جحش ] وتزوج صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بن رئاب بن أسد بن خزيمة ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، زوجه إياها أخوها أبو أحمد بن جحش ، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة درهم ، وكانت قبله عند زيد بن حارثة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها وأن الله تعالى ، زوجها واستخار بها ربها حين خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل قوله تعالى : وتخفي في نفسك ما الله مبديه [الأحزاب 37 ] الآيات .

  روى ابن أبي خيثمة عن معمر بن المثنى قال : تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة ثلاث من الهجرة بالمدينة ، وقيل : سنة أربع ، وقيل : سنة خمس وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة . فخرها على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بتزويج الله - تبارك وتعالى - إياها رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

  كانت تفتخر على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها بنت عمته ، وبأن الله - تعالى - زوجها له وهن زوجهن أولياؤهن .

  [روى البخاري عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «اتق الله وأمسك عليك زوجك » قال أنس : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه ، قال : فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهلوكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات ] .

وليمته - صلى الله عليه وسلم - عليها وفي هدية أم سليم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة دخوله على زينب .

  روى ابن سعد عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فدخل بأهله فصنعت أم سليم حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت : اذهب به إليه . فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب ، فقال : «ضعه » . فوضعته بينه وبين الجدار ، فقال لي : «ادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا » . وذكر ناسا من أصحابه سماهم . فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام ، إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه ، فدعوتهم فقال : «انظر من كان في المسجد فادعه » . فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول : أجب رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا ، حتى امتلأ البيت ، فقال لي : «هل بقي في المسجد أحد » ؟ قلت : لا . قال : «فانظر من كان في الطريق فادعهم » . قال : فدعوت حتى امتلأت الحجرة ، فقال : «هل بقي من أحد » ؟ قلت : لا يا رسول الله . قال : «هلم التور » . فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس : «كلوا بسم الله » . فجعلت أنظر إلى التمر يربو أو إلى السمن كأنه عيون تنبع حتى أكل كل من في البيت ومن في الحجرة وبقي في التور قدر ما جئت به ، فوضعته عند زوجته ثم خرجت إلى أمي لأعجبها مما رأيت ، فقالت : لا تعجب ، لو شاء الله أن يأكل منه أهل المدينة كلهم لأكلوا . فقلت لأنس : كم تراهم بلغوا ؟ قال : أحدا وسبعين رجلا ، وأنا أشك في اثنين وسبعين .

  وروى ابن أبي شيبة وابن منيع بسند صحيح عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : أولم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على زينب فأشبع المسلمين خبزا ولحما حتى امتد وخرج الناس وبقي رهط يتحدثون في البيت وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، فصنع كما كان يصنع إذا تزوج فأتى أمهات المؤمنين ، فسلم عليهن وسلمن عليه ودعا لهن ثم رجع وأنا معه .

التالي السابق


الخدمات العلمية