أيام معاوية بن أبى سفيان ، رضي الله عنه ، وملكه

في الحديث أن الخلافة بعده ، عليه الصلاة والسلام ، ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا ، وقد انقضت الثلاثون سنة بخلافة الحسن بن علي ، فأيام معاوية أول الملك ، فهو أول ملوك الإسلام وخيارهم .

فعن معاذ بن جبل وأبي عبيدة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة ، ثم يكون رحمة وخلافة ، ثم كائن ملكا عضوضا ، ثم كائن عتوا وجبرية وفسادا في الأرض ، يستحلون الحرير والفروج والخمور ، ويرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل " .

وعن عبد الملك بن عمير قال : قال معاوية : والله ما حملني على الخلافة إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لي : " يا معاوية ، إن ملكت فأحسن " . عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص ، عن جده سعيد أن معاوية أخذ الإداوة فتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظر إليه فقال له : " يا معاوية ، إن وليت أمرا فاتق الله واعدل " . قال معاوية : فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومنها حديث راشد بن سعد ، عن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم " . قال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنفعه الله بها .

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخلافة بالمدينة ، والملك بالشام " .

وروى من طريق أبي إدريس ، عن أبى الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي ، فظننت أنه مذهوب به ، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن بالشام " .

وعن عبد الله بن صفوان قال : قال رجل يوم صفين : اللهم العن أهل الشام . فقال له علي : لا تسب أهل الشام جما غفيرا ; فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال ، فإن بها الأبدال .

التالي السابق


الخدمات العلمية