استعمال المغيرة بن شعبة على الكوفة

أراد معاوية أن يستخلف على الكوفة عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال له المغيرة بن شعبة : أتوليه الكوفة وأبوه بمصر وتبقى أنت بين لحيي الأسد ؟ ! فثناه عن ذلك ، وولى عليها المغيرة بن شعبة ، فاجتمع عمرو بن العاص بمعاوية ، فقال : أتجعل المغيرة على الخراج ، هلا وليت الخراج رجلا آخر . فعزله عن الخراج وولاه على الصلاة ، فقال المغيرة لعمرو في ذلك ، فقال له : ألست المشير على أمير المؤمنين في عبد الله بن عمرو ؟ قال : بلى . قال : فهذه بتلك . ولما ولي المغيرة الكوفة استعمل كثير بن شهاب على الري ، وكان يكثر سب علي على منبر الري ، وبقي عليها إلى أن ولي زياد الكوفة ، فأقره عليها ، وغزا الديلم ومعه عبد الله بن الحجاج التغلبي ، وقتل ديلميا وأخذ سلبه ، فأخذه منه كثير ، فناشده الله في رده عليه فلم يفعل ، فاختفى له وضربه على وجهه بالسيف أو بعصا هشم وجهه ، فقال :


من مبلغ أفناء خندف أنني أدركت طائلتي من ابن شهاب     أدركته ليلا بعقوة داره
فضربته قدما على الأنياب     هلا خشيت وأنت عاد ظالم
بقصور أبهر أسرتي وعقابي

التالي السابق


الخدمات العلمية