ذكر غزوة الختل والغور

قيل : وفي سنة ثمان ومائة قطع أسد النهر ، وأتاه خاقان ، فلم يكن بينهما قتال في هذه الغزوة ، وقيل : عاد مهزوما من الختل ، وكان أسد قد أظهر أنه يريد أن يشتو بسرخ دره ، فأمر الناس فارتحلوا ، ووجه راياته ، وسار في ليلة مظلمة إلى سرخ دره ، فكبر الناس ، فقال : ما لهم ؟ فقالوا : هذه علامتهم إذا قفلوا . فقال للمنادي : ناد إن الأمير يريد غوريين ، فمضى إليهم ، فقاتلوهم يوما وصبروا لهم . وبرز رجل من المشركين بين الصفين ، فقال سالم بن أحوز لنصر بن سيار : أنا حامل على هذا العلج ، فلعلي أقتله فيرضى أسد ، فحمل عليه فطعنه فقتله ، ورجع سالم ، فوقف ثم قال لنصر : أنا حامل حملة أخرى ، فحمل فقتل رجلا آخر ، وجرح سالم ، فقال نصر لسالم : قف حتى أحمل عليهم ، فحمل حتى خالط العدو ، فصرع رجلين ، ورجع جريحا ، وقال : أترى ما صنعنا يرضيه ؟ لا أرضاه الله ! قال : لا والله . قال : وأتاهما رسول أسد فقال : يقول لكما الأمير قد رأيت موقفكما وقلة غنائكما عن المسلمين ، لعنكما الله . فقال : آمين إن عدنا لمثل هذا ! وتحاجزوا .

ثم عادوا من الغد ، فاقتتلوا ، وانهزم المشركون ، وحوى المسلمون عسكرهم ، وظهروا على البلاد ، وأسروا وسبوا وغنموا . وقد كان أصاب الناس جوع شديد بالختل ، فبعث أسد بكبشين مع غلام له وقال : بعهما بخمسمائة درهم . فلما مضى الغلام ، قال أسد : لا يشتريهما إلا ابن الشخير ، وكان في المسلحة ، فدخل حين أمسى فرأى الشاتين في السوق ، فاشتراهما بخمسمائة ، فذبح إحداهما ، وبعث بالأخرى إلى بعض إخوانه ، فلما أخبر الغلام أسدا بالقصة بعث إلى ابن الشخير بألف درهم

التالي السابق


الخدمات العلمية