شيعة بني العباس بخراسان

وفي سنة عشرين ومائة استبطأت شيعة آل العباس كتاب محمد بن علي إليهم ، وقد كان عتب عليهم في اتباعهم ذلك الزنديق الملقب بخداش وكان خرميا ، وهو الذي أحل لهم المنكرات ، ودنس المحارم والمصاهرات ، فقتله خالد القسري كما تقدم ، فعتب عليهم محمد بن علي في تصديقهم له واتباعهم إياه على الباطل ، فلما استبطأوا كتابه إليهم بعث إليهم رسولا يخبر لهم أمره ، وبعثوا هم أيضا رسولا ، فلما جاء رسولهم أعلمه محمد بماذا عتب عليهم بسبب الخرمي ، قبحه الله ، ثم أرسل مع الرسول كتابا مختوما ، فلما فتحوه إذا هو ليس فيه سوى : بسم الله الرحمن الرحيم ، تعلموا أنه إنما عتبنا عليكم بسبب الخرمي . ثم وجه محمد بن علي إليهم بكير بن ماهان بعد عود سليمان من عنده ، وكتب معه إليهم يعلمهم كذب خداش ، فلم يصدقوه واستخفوا به ، فانصرف بكير إلى محمد ، فبعث معه بعصي مضببة بعضها بحديد وبعضها بنحاس ، فجمع بكير النقباء والشيعة ودفع إلى كل واحد منهم عصا ، فعلموا أنهم مخالفون لسيرته فتابوا ورجعوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية