وفي سنة ثلاث وعشرين ومائة
أوفد يوسف بن عمر الحكم بن أبي الصلت إلى هشام بن عبد الملك يسأله ضم خراسان إليه ، وعزل نصر بن سيار؛ وذلك أن ولاية نصر طالت ، ودانت له خراسان ، فحسده يوسف ، وأمر من قدح فيه عند هشام بالكبر وقالوا بأنه وإن كان شهما شجاعا ، إلا أنه قد كبر وضعف بصره فلا يعرف الرجل إلا من قريب بصوته ، وتكلموا فيه كلاما كثيرا ، فوجه هشام إلى دار الضيافة فأحضر مقاتل بن علي السعدي وقد قدم من خراسان ومعه مائة وخمسون من الترك ، فسأله عن الحكم وما ولي بخراسان ، فقال : ولي قرية يقال لها الفارياب سبعون ألفا خراجها ، فأسره الحارث بن سريج فعرك أذنه وأطلقه وقال : أنت أهون من أن أقتلك . فلم يعزل هشام نصر بن سيار عن خراسان .