وفيها مات سويد بن غفلة ، وقيل سنة إحدى وثمانين ، وقيل سنة اثنتين وثمانين ، وعمره مائة وعشرون سنة ، وعبد الكريم بن مالك الجزري ، وقيل غير ذلك ، وفيها مات أبو حصين عثمان بن حصين الأسدي الكوفي ، ( حصين : بفتح الحاء ، وكسر الصاد ) .
وفيها مات محمد بن واسع الأزدي البصري ، وكنيته أبو بكر ، وداود بن أبي هند ، واسم أبي هند دينار مولى بني قشير أبو محمد . وفيها توفي أبو بحر عبد الله بن [ أبي ] إسحاق مولى الحضرمي ، وكان إماما في النحو واللغة ، تعلم ذلك من يحيى بن النعمان ، وكان يعيب الفرزدق في شعره وينسبه إلى اللحن ، فهجاه الفرزدق يقول :
فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
فقال له أبو عبد الله : لقد لحنت أيضا في قولك مواليا ، ينبغي أن تقول : مولى موال .
سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، أبو إسحاق:
أسند عن عبد الله بن جعفر ، وأنس ، وغيرهما . وولي قضاء المدينة .
وعن شيبة ، قال: كان سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويقرأ القرآن في كل يوم وليلة .
توفي سعد بالمدينة في هذه السنة ، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة . عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، أبو خالد الفهمي:
أمير مصر لهشام بن عبد الملك ، روى عنه الليث بن سعد ، ويحيى بن أيوب .
وكان ثبتا في الحديث ، توفي في هذه السنة .
عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد الهمداني ، أبو إسحاق السبيعي:
ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان ، وأجاز شريح شهادته وحده في وصية ، وكان يقول: يا معشر الشباب اغتنموا شبابكم وقوتكم ، فقلما مر بي في شبابي ليلة لا أقرأ فيها ألف آية ، ولقي من الصحابة: علي بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وعدي بن حاتم ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، وجابر بن سمرة ، وحارثة بن وهب ، وحبيش بن جنادة ، وأبو جحيفة ، والنعمان بن بشير ، وسليمان بن صرد ، وعبد الله بن يزيد ، وجرير بن عبد الله ، وذا الجوشن ، وعمارة بن رويبة ، والأشعث بن قيس ، والمغيرة بن شعبة ، وأسامة بن زيد ، وعمرو بن الحارث بن المصطلق ، ورافع بن خديج ، وعمرو بن حريث ، والمسور بن مخرمة ، وسلمة بن قيس الأشجعي ، وسراقة بن مالك ، وعبد الرحمن بن أبزى .
وانفرد أبو إسحاق بالرواية عن ثلاثة من الصحابة لم يرو عنهم غيره: أحدهم: عبدة بن جري ، ويقال: عبيدة . والثاني كديد الضبي . والثالث مطر بن عكامس . فهؤلاء الثلاثة عدهم جماعة من العلماء في الصحابة ، وأبى قوم أن تكون لهم صحبة .
توفي أبو إسحاق يوم دخول الضحاك بن قيس الكوفة سنة سبع وعشرين ومائة ، وهو ابن خمس وتسعين سنة . وتغير أبو إسحاق بأخرة ، والذي سمع من حديثه فهو الجيد .