أشعث الحداني:
قال: حزم ، قال: قال لنا أشعث الحداني:
انطلقوا إلى حبيب أبي محمد نسلم عليه - قال: وذاك عند ارتفاع النهار - فانطلقنا معه نسلم ، فخرج حبيب فأخذوا في البكاء ، فما زالوا يبكون حتى حضرت الظهر ، فصلينا ثم أخذوا في البكاء فما زالوا يبكون حتى حضرت العصر . قال: فصلينا العصر ، فما زالوا يبكون حتى حضرت المغرب ، ثم أدنينا حماره فركب فقال لنا: إن ناسا ينهون عن هذا أفأطيعهم؟ قلنا: أنت أعلم ، قال: إذا والله لا أطيعهم . جعفر الأكبر ابن المنصور :
كان يتولى إمارة الموصل ومات في حياة أبيه . حميد بن جابر الشامي ، الأمير:
قال: إبراهيم بن يسار ، قال: كنت يوما من الأيام مارا مع إبراهيم بن أدهم في صحراء ، إذ أتينا على قبر مسنم ، فوجم عليه وبكى ، فقلت: من هذا؟ قال: قبر حميد بن جابر أمير هذه المدائن كلها ، كان غرقا في بحر الدنيا أخرجه الله منها واستنقذه ، لقد بلغني أنه سر ذات يوم بشيء من ملاهي ملكه ودنياه وغروره ، ثم نام في مجلسه ذلك مع من يخصه من أهله ، فرأى رجلا واقفا على رأسه بيده كتاب ، فناوله إياه ففتحه وقرأه فإذا فيه مكتوب بالذهب: لا تؤثرون فانيا على باق ، ولا تغتر بملكك وسلطانك وعبيدك ولذاتك ، فإن الذي أنت فيه جسيم لولا أنه عديم ، وهو ملك لولا أن بعده هلك ، وهو فرح وسرور لولا أنه لهو وغرور ، وهو يوم لو كان يوثق فيه بغد ، فسارع إلى أمر الله عز وجل ، فإن الله قال:
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، فانتبه فزعا وقال: هذا تنبيه من الله عز وجل وموعظة . فخرج من ملكه إذ لا يعلم به ، وقصد هذا الجبل ، فتعبد فيه ، فلما بلغني قصته وحدثت بأمره قصدته فسألته فحدثني ببدء أمره ، فما زلت أقصده حتى مات ودفن هاهنا ، فهذا قبره .
حسان بن أبي سنان:
روى عن الحسن البصري ، وأنس ، وثابت .
قال: شيخ يقال له أبو حكيم ، قال: خرج [حسان بن أبي سنان] يوم العيد ، فلما رجع قالت له امرأته: كم امرأة حسنة قد رأيت اليوم؟ فلما أكثرت قال: ويحك ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك حتى رجعت إليك .
قال: عبد الله ، : كتب غلام لحسان بن أبي سنان إليه من الأهواز: إن قصب السكر أصابته آفة فاشتر السكر فيما قبلك . فاشترى من رجل فلم يأت عليه إلا قليل ، فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفا . قال: فأتى صاحب السكر فقال: يا هذا ، إن غلامي كان كتب إلي ولم أعلمك فأقلني فيما اشتريت منك ، قال الآخر: قد أعلمتني الآن وطيبته لك . فرجع فلم يحتمل قلبه ، فأتاه فقال: يا هذا ، إني لم آت الأمر من وجهه فأحب أن تسترد هذا البيع ، فما زال به حتى رده عليه .
وقال عاصم بن فرقد: دخلنا على حسان بن أبي سنان وقد حضره الموت ، فقال له [بعض] إخوانه: كيف تجدك؟ قال: أجدني بحال الموت ، قال: أفتجد يا أبا عبد الله كربا شديدا؟ قال: فبكى ثم قال: [إن ذلك ، ثم قال: إن ذلك ، ثم قال:] ينبغي للمؤمن أن يسلو عن كرب الموت وألمه لما يرجو من السرور في لقاء الله [عز وجل] . عبد الله بن عون بن أرطبان ، يكنى أبا عون مولى عبد الله بن درة المزني: كان ثقة ورعا .
قال: بكار ، : ما رأيت ابن عون يمازح أحدا ولا يماري أحدا [ولا ينشد شعرا] ، وكان مشغولا بنفسه ، وكان إذا صلى صلاة الغداة مكث مستقبل القبلة في مجلسه يذكر الله ، فإذا طلعت عليه الشمس صلى ، ثم أقبل على أصحابه ، وما رأيته شاتما أحدا قط عبدا ولا أمة ولا دجاجة ولا شاة ، ولا رأيت أحدا أملك للسانه منه ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما حتى مات ، وما رأيت بيده دينارا ولا درهما قط ، وما رأيته يزن شيئا قط ، وكان إذا توضأ لا يعينه عليه أحد ، وكان يمسح وجهه إذا توضأ بالمنديل أو بخرقة ، وكان طيب الريح لين الكسوة ، وكان إذا خلا في منزله صمت ولا يزيد على الحمد لله ربنا ، وما رأيته دخل حماما قط ، وكان إذا وصل إنسانا بشيء وصله سرا ، وإن صنع شيئا صنعه سرا يكره أن يطلع عليه أحد ، وكان له سبع يقرأه كل ليلة فإذا لم يقرأه بالليل أتمه بالنهار ، وكان يحفي شاربه ، وكان يأخذه أخذا وسطا ، وكان في مرضه أصبر من رأيت ، ما رأيته يشكو شيئا من علته حتى مات في رجب هذه السنة .
وروى حماد بن زيد ، عن ابن عون ، قال: كانت له حوانيت يكريها ، وكان لا يكريها من المسلمين ، فقيل له في ذلك ، فقال: إن لهذا إذا جاء رأس الشهر روعه ، وأنا أكره أن أروع المسلم . عثمان بن عطاء الخراساني:
يروي عن عبد الله بن وهب ، سكن فلسطين ، وتوفي في هذه السنة
[ الوفيات ]
وفيها
مات أسيد بن عبد الله في ذي الحجة ، وهو أمير خراسان .
وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي . وعلي بن صالح بن حبي أخو الحسن بن صالح ، وكانا تقيين ، فيهما تشيع .