وفي هذه السنة : نزل المنصور قصره الذي يعرف بالخلد على دجلة ، وإنما سماه الخلد تشبيها له بجنة الخلد ، وقال: إنما ابتنيته لأنظر إلى الماء فإنه يجلو البصر .
وكان موضعه وراء باب خراسان ، وقد اندرس فلا عين [له] ولا أثر .
أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت] ، قال: أخبرنا علي بن محمد المعدل ، قال: أخبرنا ابن صفوان ، قال: أخبرنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثني ابن جهور ، قال: مررت مع علي بن [أبي] هاشم الكوفي بالخلد ، فنظر إلى الآثار فوقف متأملا وقال:
بنوا وقالوا لا نموت وللخراب بنى المبني ما عاقل فيما رأيت
إلى الحياة بمطمئن
أخبرنا أبو منصور ، قال: أخبرنا أحمد بن علي ، قال: أخبرنا ابن رزق ، قال:
أخبرنا عثمان بن أحمد ، قال: حدثنا ابن البراء ، قال: حدثنا علي بن أبي مريم ، قال :
مررت بسويقة عبد الوهاب وقد خربت منازلها وعلى جدار منها مكتوب:
هذي منازل أقوام عهدتهم في رغد عيش رغيب ما له خطر
صاحت بهم نائبات الدهر فانقلبوا إلى القبور فلا عين ولا أثر