الحسن بن أبي جعفر
الحسن بن أبي جعفر ، أبو سعيد الجعفري واسم جعفر: عجلان .
أسند عن أبي الزبير ، وثابت البناني ، وغيرهما .
عن أبو عمران التمار قال: غدوت يوما قبل الفجر إلى مسجد الجفري ، فإذا باب المسجد مغلق ، وإذا حسن جالس يدعو ، وإذا ضجة في المسجد وجماعة يؤمنون على دعائه فقام فأذن وفتح باب المسجد ، فدخلت ، فلم أر في المسجد أحدا ، فلما أصبح وتفرق عنه الناس ، قلت له: يا أبا سعيد ، إني والله رأيت عجبا ، قال: وما رأيت؟ فأخبرته بالذي رأيت وسمعت ، قال: أولئك جن من أهل نصيبين يجيئون فيشهدون معي ختم القرآن كل ليلة جمعة .
زمعة بن صالح المكي
زمعة بن صالح المكي .
روى عن سلمة بن وهرام ، وابن طاووس . وروى عنه: وكيع .
عن مؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا القاسم بن راشد الشيباني قال: كان زمعة نازلا عندنا ، وكان له أهل وبنات ، وكان يقوم فيصلي ليلا طويلا ، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته:
أيها الركب المعرسون ، أكل هذا الليل ترقدون ، ألا تقومون ، فترحلون . فيسمع من هاهنا باك ، ومن هاهنا داع ، ومن هاهنا قارئ ، ومن هاهنا متوضئ . فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته: عند الصباح يحمد القوم السرى .
سليمان الخواص
سليمان الخواص .
كان من المتعبدين الفطناء قال:
يزيد بن سعيد دخل سعيد بن عبد العزيز على سليمان الخواص فقال له:
أراك في ظلمة ، قال: ظلمة القبر أشد من هذا . قال: أراك وحدك . قال: إن للصاحب على الصاحب حقا فخفت أن لا أقوم بحق صاحبي ، قال: فأخرج سعيد صرة فيها شيء ، فقال له: تنفق هذا ، وأنا أحلها لك بين يدي الله تعالى ، إنه حلال . قال: لا حاجة لي فيها ، فقال له: رحمك الله ما ترى ما الناس فيه دعوة . قال: فصرخ سليمان صرخة ، ثم قال: ما لك يا سعيد ، فتنتني بالدنيا وتفتني بالدين ، ما لي وللدعاء من أنا ، فخرج سعيد ، فأخبر بما كان الأوزاعي ، فقال الأوزاعي: دعوا سليمان ، لو كان سليمان من الصحابة كان مثلا .
شعبة بن الحجاج بن الورد
شعبة بن الحجاج بن الورد ، أبو بسطام العتكي مولاهم ، واسطي الأصل بصري الدار .
ولد بواسط سنة ثلاث ومائتين ، ونشأ بها ، وانتقل إلى البصرة ، ورأى الحسن ، وابن سيرين ، وسمع قتادة ، ويونس بن عبيد ، وأيوب السجستاني ، وخالدا الحذاء ، وعبد الملك بن عمير ، وأبا إسحاق السبيعي ، وطلحة بن مصرف ، ومنصور بن المعتمر ، والأعمش وغيرهم .
وقد روى عنه: أيوب ، والأعمش ، وابن عيينة ، وابن المهدي ، وكان أكبر من سفيان الثوري بعشر سنين ، وكان عالما حافظا للحديث صدوقا زاهدا متعبدا ، عارفا بالشعر .
قال الأصمعي: لم نر أحدا أعلم بالشعر من شعبة .
عن قرار أبو نوح قال: رأى علي شعبة قميصا فقال: بكم أخذت هذا؟ قلت: بثمانية دراهم . قال: ويحك ، أما تتقي الله تلبس قميصا بثمانية دراهم ؟ ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم ، وتصدقت بأربعة .
قال الضبعي: وحدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري قال: حدثنا أبي قال:
سمعت محمد بن معاوية وسليمان بن حرب إلى جنبه يقول: خرج الليث بن سعد يوما فقوموا ثيابه ودابته وخاتمه وما كان عليه ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفا ، فقال سليمان بن حرب: خرج شعبة يوما فقوموا حماره وسرجه ولجامه بثمانية عشر درهما إلى عشرين درهما .
عن عمرو بن علي الفلاس قال: سمعت أبا بحر البكراوي يقول: ما رأيت أعبد لله من شعبة ، لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم .
قال مؤلف الكتاب : كان شعبة متشاغلا بالعلم ، لا يكسب شيئا من الدنيا ، وكان له إخوة يقومون بأموره ، فاشترى أحد إخوته طعاما من السلطان فخسر فيه ، فقدم شعبة على المهدي في ذلك فعابه بالدخول عليهم سفيان الثوري ، فقال شعبة: هو لم يحبس أخوه .
وعن أبو عاصم قال: اشترى أخ لشعبة من طعام السلطان فخسر هو وشركاؤه ، فحبس على ستة آلاف دينار تخصه ، فخرج شعبة إلى المهدي ليكلمه فيه فلما دخل عليه قال له: يا أمير المؤمنين أنشدني قتادة وسماك بن حرب لأمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء كريم لا يغيره صباح
عن الخلق الكريم ولا مساء فأرضك أرض مكرمة بنتها
بنو تيم وأنت لهم سماء
فقال: لا يا أبا بسطام ، لا تذكرها ، قد عرفناها وقضيناها لك ، ادفعوا إليه أخاه ، ولا تلزموه شيئا .
وعن محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت بعض أصحابنا يقول: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم فقسمها ، وأقطعه ألف جريب بالبصرة ، فقدم البصرة فلم يجد شيئا يطيب له فتركها ولم يرجع .
توفي شعبة بالبصرة في هذه السنة وهو ابن سبع وسبعين سنة .
عبد الله بن صفوان الجمحي
عبد الله بن صفوان الجمحي .
والي المدينة . توفي فولي مكانه زفر بن عاصم .
عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي
عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي .
سمع القاسم بن عبد الرحمن ، وسلمة بن كهيل وعاصم بن بهدلة وغيرهم .
روى عنه: الثوري ، وشعبة ، وابن عتبة ، ووكيع ويزيد بن هارون وغيرهم .
قال الأثرم: سئل أبو عبد الله أحمد بن حنبل عن أبي عمير وعبد الرحمن المسعودي: أيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما ثقة ، المسعودي عبد الرحمن أكثرهما حديثا ، قيل: له إخوة؟ قال: نعم . قيل له: هما من ولد عبد الله بن مسعود أو من ولد عتبة؟ فقال: هما من ولد عبيد الله بن عتبة بن مسعود ، وابن عتبة بن عبد الله بن مسعود ، فقال: ابن عتبة بن عبد الله بن مسعود .
قال: وقال رجل للمسعودي: إنك من ولد عتبة بن مسعود فغضب ، وقال: أنا من ولد عبد الله بن مسعود . وقد اتفقوا على أن عبد الرحمن ثقة ، وإنما ذكروا أنه اختلط في آخر عمره .
توفي سنة ستين ، وقيل: سنة خمس وستين ، والأول أصح . وممن توفي فيها من الأعيان : الربيع بن صبيح ، وسفيان بن حسين ، أحد أصحاب الزهري
وفيها مات داود بن نصير الطائي الزاهد ، وكان من أصحاب أبي حنيفة
وفيها توفي الربيع بن مالك بن أبي عامر ، عم مالك بن أنس الفقيه ، كنيته أبو مالك ، وكانوا أربعة إخوة ، أكبرهم أنس والد مالك ، ثم أويس جد إسماعيل بن أويس ، ثم نافع ، ثم الربيع .
وفيها توفي خليفة بن خياط العصفري الليثي ، وهو جد خليفة بن خياط .
( خياط بالخاء المعجمة ، وبالياء المثناة من تحت ) وفيها توفي الخليل بن أحمد البصري الفرهودي النحوي ، الإمام المشهور في النحو ، أستاذ سيبويه .