ذكر عدة حوادث

وفي سنة اثنتين وتسعين ومائة تحركت الخرمية بناحية أذربيجان ، فوجه إليهم الرشيد عبد الله بن مالك في عشرة آلاف ، فقتل وسبى وأسر ، ووافاه بقرماسين ، فأمره بقتل الأسرى ، وبيع السبي .

وفيها قدم يحيى بن معاذ على الرشيد بأبي النداء ، فقتله .

وفيها فارق جماعة من القواد رافع بن الليث ، وصاروا إلى هرثمة ، منهم عجيف بن عنبسة وغيره .

وفيها استعمل الرشيد على الثغور ثابت بن نصر بن مالك ، فافتتح مطمورة . وفيها كان الفداء بالبذندون .

وفيها خرج ثروان الحروري بطف البصرة ، فقاتل عامل السلطان بها .

وفيها مات عيسى بن جعفر بن المنصور بالدسكرة ، وهو يريد اللحاق بالرشيد .

وفيها قتل الرشيد الهيصم اليماني .

وحج بالناس هذه السنة العباس بن عبد الله بن جعفر بن المنصور .

وفيها كان وصول هرثمة إلى خراسان ، كما تقدم ، وحصر هرثمة رافع بن الليث بسمرقند ، وضايقه ، واستقدم طاهر بن الحسين ، فحضر عنده ، وخلت خراسان لحمزة الخارجي ، حتى دخلها ، وصار يقتل ويجمع الأموال ، ويحملها إليه عمال هراة وسجستان ، فخرج إليه عبد الرحمن النيسابوري ، فاجتمع إليه نحو عشرين ألفا ، فسار إلى حمزة ( فقاتله قتالا شديدا ، فقتل من أصحاب حمزة ) خلقا ، وسار خلفه حتى بلغ هراة ، وكان ذلك سنة أربع وتسعين ، فكتب إليه المأمون ، فرده وأدام هرثمة على حصار سمرقند حتى فتحها .

( وقتل رافع بن الليث وجماعة من أقربائه ، واستعمل على ما وراء النهر ابن يحيى ، فعاد ، وكان قتله رافعا سنة خمس وتسعين ) . وفيها كان الفداء الثاني بين المسلمين والروم ، وكان القيم به ثابت بن نصر بن مالك الخزاعي ، وكان عدة الأسرى من المسلمين ألفين وخمسمائة أسير . وفيها : أمر الرشيد بنقض جامع المنصور وبنيانه .

وعن إسماعيل بن علي الحبطي قال : وهدم مسجد أبي جعفر ، وزيد في نواحيه ، وجدد بناؤه ، وأحكم ، وكان الابتداء فيه في سنة اثنتين وتسعين ، والفراغ منه في سنة ثلاث وتسعين ومائة .

التالي السابق


الخدمات العلمية