وفي سنة ثلاث وتسعين ومائة توفي سعيد الجوهري . قال : وفيها وافى الرشيد جرجان وانتهت إليه خزائن علي بن عيسى تحمل على ألف وخمسمائة بعير ، وذلك في صفر منها ، ثم تحول منها إلى طوس وهو عليل ، فلم يزل بها حتى كانت وفاته فيها .

وفيها تواقع هرثمة نائب العراق هو ورافع بن الليث ، فكسره هرثمة ، وافتتح بخارى ، وأسر أخاه بشير بن الليث ، فبعثه إلى الرشيد ، وهو بطوس مثقل عن السير ، فلما أوقف بين يديه شرع يترقق له ، فلم يقبل منه ، بل قال : والله لو لم يبق من عمري إلا أن أحرك شفتي بقتلك لقتلتك . ثم دعا بقصاب ، فجزأه بين يديه أربعة عشر عضوا ، ثم رفع الرشيد يديه إلى السماء يدعو الله أن يمكنه من رافع كما مكنه من أخيه بشير ومات في هذه السنة نقفور ملك الروم ، قتله البرجان ، وكان ملكه سبع سنين ، وأقام بعده ولده إستبراق شهرين فمات ، فملكهم ميخائيل زوج أخت نقفور لعنهم الله .

وفيها تواقع هرثمة بن أعين نائب خراسان ورافع بن الليث فاستجاش رافع بالترك ، ثم هربوا وبقي رافع وحده فضعف أمره .

وحج بالناس في هذه السنة نائب الحجاز داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي . وفيها عزل الأمين أخاه القاسم المؤتمن عن الجزيرة ، وأقره على قنسرين والعواصم ، واستعمل على الجزيرة خزيمة بن خازم . وفي هذه السنة في شعبان منها قدمت زبيدة من الرقة بالخزائن ، وما كان عندها من التحف والثياب ، فتلقاها ابنها الأمين إلى الأنبار ومعه وجوه الناس .

التالي السابق


الخدمات العلمية