وفيها استعمل المأمون غسان بن عباد على السند ، وسبب ذلك أن بشر بن داود خالف المأمون ، وجبى الخراج فلم يحمل منه شيئا ، فعزم على تولية غسان ، فقال لأصحابه : أخبروني عن غسان ، فإني أريده لأمر عظيم . فأطنبوا في مدحه ، فنظر المأمون إلى أحمد بن يوسف وهو ساكت ، فقال : ما تقول يا أحمد ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، ذلك رجل محاسنه أكثر من مساوئه ، لا يصرف به إلى طبقة إلا انتصف منهم ، فمهما تخوفت عليه فإنه لن يأتي أمرا يعتذر منه . فأطنب فيه ، فقال : لقد مدحته على سوء رأيك فيه . قال : لأني كما قال الشاعر :

كفى شكرا لما أسديت أني صدقتك في الصديق وفي عداتي



قال : فأعجب المأمون من كلامه وأدبه .

التالي السابق


الخدمات العلمية