وفيها سار عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس إلى مدينة باجة ، وكانت عاصية عليه من حين فتنة منصور إلى الآن ، فملكها عنوة .
وفيها خالف هاشم الضراب بمدينة طليطلة ، من الأندلس ، على صاحبها عبد الرحمن ، وكان هاشم ممن خرج من طليطلة [ لما ] أوقع الحكم بأهلها ، فسار إلى قرطبة ، فلما كان الآن سار إلى طليطلة ، فاجتمع إليه أهل الشر وغيرهم ، فسار بهم إلى وادي نحوييه ، وأغار على البربر وغيرهم ، فطار اسمه ، واشتدت شوكته ، واجتمع له جمع عظيم ، وأوقع بأهل شنت برية .
وكان بينه وبين البربر وقعات كثيرة ، فسير إليه عبد الرحمن هذه السنة جيشا ، فقاتلوه ، فلم تستظهر إحدى الطائفتين على الأخرى ، وبقي هشام كذلك ، وغلب على عدة مواضع ، وجاوز بركة العجوز ، وأخذت غارة خيله ، فسير إليه عبد الرحمن جيشا كثيفا سنة ست عشرة ومائتين ، فلقيهم هاشم بالقرب من حصن سمسطا بمجاورة رورية ، فاشتدت الحرب بينهم ، ودامت عدة أيام ، ثم انهزم هاشم ، وقتل هو وكثير ممن معه من أهل الطمع والشر وطالبي الفتن ، وكفى الله الناس شرهم ) .
التالي
السابق