[وفاة المأمون]

وفي هذه السنة:

توفي المأمون وبويع للمعتصم .

باب خلافة المعتصم

واسمه محمد بن هارون الرشيد ، ويكنى أبا إسحاق ، وأمه أم ولد من مولدات الكوفة ، تسمى ماردة ، لم تدرك خلافته ، وكانت أحظى النساء عند الرشيد . وكان أبيض أصهب اللحية طويلها ، مربوعا مشرب اللون ، حسن العينين ، وهو يسمى الثماني .

قال أحمد بن البراء : المعتصم بالله ، أبو إسحاق محمد بن الرشيد ، ولد بالخلد في سنة ثمانين ومائة ، في الشهر الثامن ، وهو ثامن الخلفاء ، والثامن من ولد العباس ، وفتح ثمانية فتوح ، وولد [له] ثمانية بنين ، وثماني بنات ، ومات بالخاقاني من سر من رأى ، وكان عمره ثمانيا وأربعين سنة ، وخلافته ثماني سنين ، وثمانية أشهر [ويومين . وقال أبو بكر الصولي] : وثمانية أيام . وخلف من العين ثمانية آلاف ألف دينار ومثلها ورقا ، وتوفي لثمان بقين من ربيع الأول ، وفتوحه المشهورة ثمانية .

قال إبراهيم بن محمد بن عرفة : وكان المعتصم ثامن الخلفاء من بني العباس ، وثامن أمراء المؤمنين من بني عبد المطلب ، وملك ثماني سنين وثمانية أشهر ، وفتح ثمانية فتوح: بلاد بابك على يد الأفشين ، وفتح عمورية بنفسه ، والزط بعجيف ، وبحر البصرة ، وقلعة الأحراف ، وأعراب ديار ربيعة ، والشاري ، وفتح مصر ، وقتل ثمانية أعداء: بابك ، ومازيار ، [وباطس ، ورئيس الزنادقة ، والأفشين ، وعجيفا ، وقارن ، وقائد الرافضة .

وينبغي أن يكون ثامن بني عبد المطلب لأنه هو: المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب] . وحكى [أبو بكر] الصولي: أنه لم تجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعها بباب المعتصم ، ولا ظفر ملك كظفره ، أسر بابك ملك أذربيجان ، والمازيار ملك طبرستان ، وباطس ملك عمورية والأفشين ملك أشروسنة ، وعجيفا - وهو ملك - وصار إلى بابه ملك فرغانة ، وملك أسيشاب ، وملك طخارستان ، وملك أصبهان ، وملك الصغد ، وملك كابل وباطيس ورئيس الزنادقة ، والأفشين وعجيفا ، وقارن ، وقائد الرافضة .

. ولما بويع له شغب الجند ، ونادوا باسم العباس بن المأمون ، فأرسل إليه المعتصم فأحضره ، فبايعه ، ثم خرج إلى الجند ، فقال : ما هذا الحب البارد ؟ قد بايعت عمي ، فسكتوا، وانصرف إلى بغداد ، ومعه العباس بن المأمون ، فقدمها مستهل شهر رمضان .

التالي السابق


الخدمات العلمية