ذكر
من توفي في هذه السنة من الأكابر أبو الحسن السكري الرقي
إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، أبو الحسن السكري الرقي .
حدث عن حماد بن زيد وغيره ، روى عنه : ابن أبي الدنيا ، وعبد الله بن أحمد ، وكان ثقة .
وتوفي بالبصرة في هذه السنة .
خلف بن هشام بن ثعلب
خلف بن هشام بن ثعلب - ويقال : خلف بن هشام بن طالب - بن غراب ، أبو محمد البزار المقرئ .
سمع مالك بن أنس ، وحماد بن زيد ، وأبا عوانة ، وخلقا كثيرا ، روى عنه : عباس الدوري ، وإبراهيم الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، والبغوي ، وكان آخر من حدث عنه .
وكان ثقة فاضلا عابدا ، وكان يشرب النبيذ على رأي الكوفيين ، ثم تركه وصام الدهر ، وأعاد صلاة أربعين سنة كان يشرب فيها .
يقول إدريس بن عبد الكريم : كان خلف بن هشام يشرب [من الشراب ] على التأويل ، وكان ابن أخته يوما يقرأ عليه سورة الأنفال حتى بلغ
ليميز الله الخبيث من الطيب فقال : يا خال ، إذا ميز الله الخبيث من الطيب ، أين يكون الشراب ؟ قال :
فنكس رأسه طويلا ، ثم قال : مع الخبيث ، قال : أفترضى أن تكون مع أصحاب الخبيث ؟ قال : يا بني امض إلى المنزل فاصبب كل شيء فيه ، وتركه فأعقبه الله الصوم ، فكان يصوم الدهر إلى أن مات .
توفي خلف في جمادى الآخرة من هذه السنة .
رابعة بنت إسماعيل
رابعة بنت إسماعيل .
زوج أحمد بن أبي الحواري .
قال أحمد بن أبي الحواري : قلت لرابعة - وهي امرأتي وقامت بليل - قد رأينا أبا سليمان وتعبدنا معه ما رأينا من يقوم من أول الليل ، فقالت : سبحان الله ، مثلك لا يتكلم ، إنما أقوم إذا نوديت .
وقال أحمد بن أبي الحواري : سمعت رابعة تقول : ربما رأيت الحور يذهبون ويجيئون ، وربما رأيت الحور العين يستترون مني بأكمامهن ، وقالت بيدها على رأسها .
أبو جعفر البخاري المسندي
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان ، أبو جعفر البخاري المسندي .
وهو مولى محمد بن إسماعيل البخاري من فوق .
سمع سفيان بن عيينة ، وفضيل بن [عياض ، و ] عبد الرزاق ، وخلقا كثيرا ، وإنما قيل له : المسندي لأنه كان يطلب الأحاديث المسندة ، ويرغب عن المقاطيع والمراسيل ، وروى عنه : البخاري في صحيحه ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وغيرهم .
توفي في ذي القعدة من هذه السنة ، وقيل : في ذي الحجة .
عباد بن موسى أبو محمد الختلي
عباد بن موسى ، أبو محمد الختلي .
سكن بغداد ، وحدث بها عن إبراهيم بن سعد ، وإسماعيل بن عياش ، روى عنه : البخاري والدوري ، وكان ثقة .
وتوفي بالثغر في هذه السنة ، خرج إلى طرسوس فمات [بها ] .
وقال هبة الله الطبري : روى عباد هذا عن سفيان الثوري ، وإسرائيل ، وهذا غلط منه ، إنما الراوي عنهما عباد بن موسى أبو عقبة الأزرق ، فإنه يروي عنهما ، وعن إبراهيم بن طهمان ، وحماد بن سلمة ، وعبد العزيز بن أبي دواد ، وهو أقدم من الختلي .
علي بن صالح صاحب المصلى
علي بن صالح ، صاحب المصلى .
حدث عن القاسم بن معين المسعودي .
قال أبا الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح صاحب المصلى : وسأله أبي عن سبب تسمية جده بصاحب المصلى ، فقال : إن صالحا [جدنا كان ممن جاء مع أبي مسلم إلى السفاح ، وكان من أولاد ملوك خراسان من أهل بلخ ، فلما أراد المنصور إنفاذ أبي مسلم لحرب عبد الله بن علي سأله أن يخلفه وجماعة من أولاد ملوك خراسان بحضرته ، منهم الخرسي وغيره ، فخلفهم ، واستخدمهم المنصور ، فلما أنفذ أبو مسلم خزائن عبيد الله بن علي على يد يقطين بن موسى ، عرضها المنصور على صالح والخرسي وشبيب وغيرهم ممن كان اتخذهم من جنبة أبي مسلم واستخلصهم لنفسه وقال : من أراد من هذه الخزائن شيئا فليأخذه ، فقد وهبته له . فاختار كل واحد منهم شيئا جليلا ، فاختار صالح حصيرا للصلاة من عمل مصر ، ذكر أنه كان في خزائن بني أمية ، وأنهم ذكروا أنه كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له المنصور : إن هذا لا يصلح أن يكون إلا في خزائن الخلفاء ، فقال : قلت إنك قد وهبت لكل إنسان ما اختاره ، ولست أختار إلا هذا . فقال : خذه على شرط أن تحمله في الأعياد والجمع فتفرشه حتى أصلي عليه . فقال : نعم ، وكان المنصور إذا أراد الركوب إلى المصلى أو الجمعة أعلم صالحا ، فأنفذ صالح الحصير ففرشه له ، فإذا صلى عليه أمر به فحمل إلى داره ، فسمي لهذا صاحب المصلى ، فلم تزل الحصير عندنا إلى أن انتهى إلى سليمان جدي ، وكان يخرجه كما كان أبوه وجده يخرجانه للخلفاء ، فلما مات سليمان في أيام المعتصم ارتجع المعتصم الحصير إلى خزائنه .
نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث
نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام ، أبو عبد الله الخزاعي المروزي .
سمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا ، وسمع الكثير من إبراهيم بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وابن المبارك ، روى عنه : يحيى بن معين ، ووثقه البخاري وجماعة أحدهم حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب وهذا أول من جمع المسند .
قال الدارقطني : هو كثير الوهم . وكان قد سكن مصر ، فلم يزل مقيما بها حتى أشخص للمحنة في القرآن إلى سامراء في أيام المعتصم ، فسئل عن القرآن فأبى أن يجيبهم ، فسجن فمات في السجن في هذه السنة ، وأوصى أن يدفن في قيوده وقال : إني مخاصم .
قال إبراهيم بن محمد بن عرفة : سنة تسع وعشرين ، فيها مات نعيم بن حماد وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن ، فجر بأقياده فألقي في حفرة ولم يكفن ، ولم يصل عليه ، فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد .
أبو يوسف الزمي
يحيى بن يوسف بن أبي كريمة ، أبو يوسف الزمي من قرية بخراسان يقال لها : زم .
سكن بغداد وحدث بها عن شريك بن عبد الله ، وابن عيينة . روى الحاوي ، وكان ثقة صدوقا . توفي في رجب هذه السنة .