ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين

وقوع زلازل بقومس ورساتيقها

في هذه السنة كانت زلازل هائلة بقومس ورساتيقها في شعبان ، فتهدمت الدور ، وهلك تحت الهدم بشر كثير ، قيل كانت عدتهم خمسة وأربعين ألفا وستة وتسعين نفسا ، وكان أكثر ذلك بالدامغان .

وكان بالشام وفارس وخراسان في هذه السنة زلازل ، وأصوات منكرة ، وكان باليمن مثل ذلك مع خسف .

خروج الروم من ناحية شمشاط

وفيها خرجت الروم من ناحية شمشاط بعد خروج علي بن يحيى الأرمني من الصائفة ، حتى قاربوا آمد ، وخرجوا من الثغور والجزرية فانتهبوا ، وأسروا نحوا من عشرة آلاف ، وكان دخولهم من ناحية إبريق قرية قريباس ثم رجعوا ، فخرج قريباس وعمر بن عبد الله الأقطع ، وقوم من المتطوعة في آثارهم ، فلم يلحقوهم ، فكتب المتوكل إلى علي بن يحيى الأرمني أن يسير إلى بلادهم شاتيا .

قتل المتوكل رجلا عطارا

وفيها قتل المتوكل رجلا عطارا ، وكان نصرانيا فأسلم ، فمكث مسلما سنين كثيرة ، ثم ارتد ، واستتب فأبى الرجوع إلى الإسلام ، فقتل وأحرق .

وفيها سير محمد بن عبد الرحمن بالأندلس جيشا إلى بلد المشركين ، فدخلوا إلى برشلونة ، وحارب قلاعها وجازها إلى ما وراء أعمالها ، فغنموا كثيرا ، وافتتحوا حصنا من أعمال برشلونة يسمى طراجة ، وهو من آخر حصون برشلونة ) .

من حج بالناس هذه السنة

وحج بالناس عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام ، وهو على مكة ، وحج جعفر بن دينار على الطريق وأحداث الموسم .

رجم قرية السويداء بمصر

ورجمت قرية يقال لها : السويداء ناحية مصر بخمسة أحجار ، فوقع منها حجر على خيمة أعرابي ، فاحترقت ووزن منها حجر ، فكان خمسة أرطال ، فحمل منها أربعة إلى الفسطاط وواحد إلى تنيس .

قال : وذكر أن جبلا باليمن عليه مزارع لأهله سار حتى أتى مزارع قوم فصار فيها ، فكتب بذلك إلى المتوكل .

سقوط صاعقة بالبردان

وسقطت صاعقة بالبردان ، فأحرقت رجلين ، وأصابت ظهر الرجل الثالث ، فاسود منها ، [وسقطت في الماء ] .

قال ابن حبيب : وذكر علي بن أبي الوضاح أن طائرا دون الرخمة وفوق الغراب أبيض وقع على دابة بحلب لسبع بقين من رمضان ، فصاح : [يا معشر الناس ، ] اتقوا الله الله الله حتى صاح أربعين مرة ، ثم طار وجاء من الغد ، فصاح أربعين صوتا ، وكتب بذلك صاحب البريد وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه .

ومات رجل في [بعض ] كور الأهواز في شوال ، فسقط طائر أبيض على جنازته ، فصاح بالفارسية وبالخوزية : إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده . وحج إبراهيم بن مظهر بن سعيد الكاتب الأنباري من البصرة على عجلة تجرها الإبل عليها كنيسة ومخرج وقباب [وسلك طريق المدينة ] فكان أعجب ما رآه الناس في الموسم .

التالي السابق


الخدمات العلمية