قتل أتامش

في سنة تسع وأربعين ومائتين قتل أتامش وكاتبه شجاع ، وكان سبب ذلك أن المستعين أطلق يد والدته ، ويد أتامش ، وشاهك الخادم في بيوت الأموال ، وأباحهم ( فعل ) ما أرادوا ، فكانت الأموال التي ترد من الآفاق يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة ، فأخذ أتامش أكثر ما في بيوت الأموال ، وكان في حجره العباس بن المستعين ، وكان ما فضل من هؤلاء ( الثلاثة ) أخذه أتامش للعباس فصرفه في نفقاته ، وكانت الموالي تنظر إلى الأموال تؤخذ وهم في ضيقة ، ووصيف وبغا بمعزل من ذلك ، فأغريا الموالي بأتامش ، وأحكما أمره ، فاجتمعت الأتراك والفراغنة عليه ، وخرج إليه منهم أهل الدور والكرخ ، فعسكروا في ربيع الآخر ، وزحفوا إليه وهو في الجوسق مع المستعين ، وبلغه الخبر ، فأراد الهرب ، فلم يمكنه ، واستجار بالمستعين ، فلم يجره ، فأقاموا على ذلك يومين ، ثم دخلوا الجوسق ، وأخذوا أتامش ، فقتلوه ، وقتلوا كاتبه شجاعا ، ونهبت دور أتامش ، فأخذوا منه أموالا جمة وغير ذلك .

فلما قتل استوزر المستعين أبا صالح عبد الله بن محمد بن يزداد ، وعزل الفضل بن مروان عن ديون الخراج ، وولاه عيسى بن فرخانشاه ، وولي وصيف الأهواز ، وبغا الصغير فلسطين .

ثم غضب بغا الصغير على أبي صالح ، فهرب إلى بغداد ، فاستوزر المستعين محمد بن الفضل الجرجرائي ، وجعل على ديوان الرسائل سعيد بن حميد ، فقال الحمدوني :


لبس السيف سعيد بعدما كان ذا طمرين لا توبة له إن لله لآيات ،     وذا آية لله فينا منزله

التالي السابق


الخدمات العلمية