ذكر عدة حوادث
وفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين نفي أبو أحمد بن المتوكل إلى البصرة ، ثم رد إلى بغداد ، فأنزل في الجانب الشرقي بقصر دينار ، ونفي أيضا علي بن المعتصم إلى واسط ، ثم رد إلى بغداد .
وفيها
مات مزاحم بن خاقان بمصر في ذي الحجة .
وحج بالناس عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي .
وفيها غزا محمد بن معاذ من ناحية ملطية ، فانهزم ، وأسر .
وفيها التقى موسى بن بغا والكوكبي العلوي ( عند قزوين ) ، فانهزم الكوكبي ولحق بالديلم ، وكان سبب الهزيمة أنهم لما اصطفوا للقتال جعل أصحاب الكوكبي تروسهم في وجوههم ، فيتقون بها سهام أصحاب موسى ، فلما رأى موسى أن سهام أصحابه لا تصل إليهم مع فعلهم ، أمر بما معه من النفط أن يصب في الأرض ، ثم أمر أصحابه بالاستطراد لهم ، ففعلوا ذلك ، فظن الكوكبي وأصحابه أنهم قد انهزموا ، فتبعهم ، فلما توسطوا النفط أمر موسى بالنار فألقيت فيه ، فالتهب من تحت أقدامهم ، فجعلت تحرقهم ، فانهزموا فتبعهم موسى ، ودخل قزوين .
وفيها ( في ذي الحجة ) لقي مساور الخارجي عسكرا للخليفة ( مقدمهم حطرمس ) بناحية جلولاء ، فهزمه مساور .
وفيها سار جيش المسلمين من الأندلس إلى بلاد المشركين ، فافتتحوا حصون جرنيق ، وحاصروا فوثب وغلب على أكثر أسوارها . وفي رمضان منها خلع المعتز على بغا الشرابي وألبسه التاج والوشاحين . وفيها حج بالناس عبد الله بن محمد بن سليمان الزينبي . وفيها: استقضي ابن أبي العنبس على مدينة السلام ، وصرف أحمد بن محمد بن سماعة .
فعن طلحة بن محمد بن جعفر قال: صرف أحمد بن محمد بن سماعة واستقضي مكانه إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس في هذه السنة ، وكان يتقلد قضاء الكوفة ، وهذا رجل جليل القدر ، حسن الدين ، وكان سبب صرفه أن الموفق أراد منه أن يدفع إليه أموال اليتامى على سبيل القرض ، فأبى أن يدفعها [إليه] وقال: لا والله ولا حبة منها ، فصرفه عن الحكم ، فرد إلى قضاء الكوفة .
وقيل: إن هذا كان في سنة أربع وخمسين .