ذكر عدة حوادث

في سنة أربع وخمسين ومائتين توفي أبو أحمد بن الرشيد ، وهو عم الواثق والمتوكل ، وعم أبي المنتصر والمستعين والمعتز ، وكان معه من الخلفاء إخوته الأمين ، والمأمون ، والمعتصم ، وابنا أخيه الواثق والمتوكل ابنا المعتصم ، وأبناء ابني أخيه ، وهم المنتصر ، والمستعين ، والمعتز .

وفيها عقد صالح بن وصيف لديوداد على ديار مصر وقنسرين والعواصم .

وفيها أوقع مفلح بأهل قم ، فقتل منهم مقتلة عظيمة .

( وفيها عاود أهل ماردة من بلاد الأندلس الخلاف على محمد بن عبد الرحمن ، صاحب الأندلس ، وسبب ذلك أنهم خالفوا قديما على أبيه ، فظفر بهم ، وتفرق كثير من أهلها ، فلما كان الآن تجمع إليها من كان فارقها ، فعادوا إلى الخلاف والعصيان ، فسار محمد إليهم ، وحصرهم ، وضيق عليهم ، فانقادوا إلى التسليم والطاعة ، فنقلهم وأموالهم إلى قرطبة ، وهدم سور ماردة ، وحصن بها الموضع الذي كان يسكنه العمال دون غيرهم .

وفيها هلك أردون بن ردمير صاحب جليقية من الأندلس ، وولي مكانه أدفونش ، وهو ابن اثنتي عشرة سنة .

وفيها انكسف القمر كسوفا كليا لم يبق منه شيء ظاهر .

وفيها كان ببلاد الأندلس قحط شديد ، تتابع عليهم من سنة إحدى وخمسين [ ومائتين ] إلى سنة خمس وخمسين [ ومائتين ] ، وكشف الله عنهم ) .

وفيها وصل دلف بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي إلى الأهواز وجنديسابور وتستر ، فجبى بها مائتي ألف دينار ، ثم انصرف ، وكان والده أمره بذلك .

وفي رمضان سار نوشرى إلى مساور الشاري ، فلقيه فهزمه ، وقتل من أصحابه جماعة كثيرة . وفي سنة أربع وخمسين ومائتين حج بالناس علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس بن محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية