ذكر عدة حوادث وفي سنة خمس وخمسين ومائتين أخذ صالح بن وصيف أحمد بن إسرائيل كاتب المعتز والحسن بن مخلد كاتب قبيحة أم المعتز ، وأبا نوح عيسى بن إبراهيم ، وكان سببه أن الأتراك طلبوا أرزاقهم ، فقال صالح للمعتز : هؤلاء يطلبون أرزاقهم ، وليس في بيت المال شيء ، وقد ذهب هؤلاء الكتاب بالأموال ، وكان أحمد وزير المعتز ، والحسين وزير أم المعتز ، وقال له أحمد بن إسرائيل : يا عاصي ابن العاصي ، فتراجعا الكلام ، فسقط صالح مغشيا عليه ، فرش على وجهه الماء .
وبلغ ذلك أصحابه ، وهم بالباب ، فصاحوا صيحة واحدة ، واخترطوا سيوفهم ، ودخلوا على المعتز ، فدخل وتركهم ، وأخذ صالح أحمد بن إسرائيل ، وابن مخلد ، وعيسى ، فأثقلهم بالحديد ، وحملهم إلى داره ، فقال المعتز لصالح ، قبل أن يحملهم : هب لي أحمد ، فإنه كاتبي ، فلم يفعل ، ثم ضربهم ، وأخذ خطوطهم بمال جزيل قسط عليهم ولم يحصل منهم شيء ، وقام جعفر بن محمود بالأمر والنهي
فمن الحوادث فيها:
أن
المعتز جلس في دار العامة للمظالم ، فعزل وولى وأمضى الأمور ، وولى موسى بن بغا ديوان الجيش .
وولى سليمان بن عبد الله بن طاهر شرطة بغداد والسواد ، وذلك لست خلون من ربيع الآخر .