من توفي في سنة خمس وخمسين ومائتين من الأكابر

أحمد بن عبد الله بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن أبي الغمر عمر بن عبد الرحمن .

مولى بني سهم ، يكنى: أبا جعفر ، وكان ثقة ، مقبولا عند القضاء .

توفي في ربيع الأول من هذه السنة .

إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمداني إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمداني .

سمع من عفان [بن مسلم] ، وكان كثير الطلب للحديث ، منهمكا في كتابته .

قال عبد الله بن وهب الدينوري: كنا نذاكر إبراهيم بن الحسين بالحديث فيذاكرنا بالقمطر ، وكان يذاكر بالحديث الواحد فيقول: عندي منه قمطر .

وعن أبا علي الحسن بن علي بن بندار الزنجاني قال: قال إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني: كتبت في بعض الليالي الحديث ، فجلست كثيرا ، وكتبت ما لا أحصيه حتى أعييت ، ثم خرجت أتأمل السماء ، فكان أول الليل ، فأتممت حزبي ، وأصبحت وصلينا الصبح ، ثم حضرت باب حانوت تاجر ، وكان هوذا يكتب حسابا ، ويؤرخه بيوم السبت ، فقلت: سبحان الله! أليس اليوم يوم الجمعة؟ فضحك وقال: لعلك لم تحضر أمس الجامع ، فراجعت نفسي ، فإذا أنا قد كتبت ليلتين ويوما .

إسماعيل بن يوسف ، أبو علي الديلمي إسماعيل بن يوسف ، أبو علي الديلمي

كان أحد العباد الورعين والزهاد [المتقللين] ، وكان حافظا للحديث بصيرا [به] ، ثقة في روايته . جالس أحمد بن حنبل ومن بعده من الحفاظ ، وحدث عن مجاهد بن موسى . روى عنه: العباس بن يوسف الشكلي .

وعن أبو الحسين بن المنادي قال: وإسماعيل الديلمي كان من خيار الناس ، وذكر [لي] أنه [كان] يحفظ أربعين ألف حديث ، قالوا: وكان يعبر إلى الجانب الشرقي قاصدا محمد بن إشكاب [الحافظ] فيذاكره بالمسند ، وكان إسماعيل من أشهر الناس بالزهد والورع والتميز بالصون ، وأما مكسبه فكان من المساهرة في الأرجاء .

وعن كردان قال: قال إسماعيل الديلمي: اشتهيت حلواء وأبلغت شهوته إلي ، فخرجت من المسجد بالليل لأبول فإذا [على] جنبتي الطريق أخاذين حلواء ، فنوديت: يا إسماعيل ، هذا الذي اشتهيت ، وإن تركته خير لك . فتركته .

قال ابن مخلد: قد كتبت أنا عن كردان: كان يكون بقنطرة بني زريق ، وقد رأيت إسماعيل الديلمي هذا من خيار المسلمين ، [وكان ما شئت من رجل ، رأيته عند أبي جعفر بن إشكاب . قال المعافى: إسماعيل الديلمي كان من خيار المسلمين] والناس يزورون قبره وراء قبر معروف الكرخي ، بينهما قبور يسيرة .

وحدثني بعض شيوخنا أنه كان حافظا للحديث ، كثير السماع ، وإنه كان يذاكر بسبعين ألف حديث .

سهل بن محمد أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد أبو حاتم السجستاني .

كان عالما باللغة والشعر ، كثير الرواية عن أبي زيد ، وأبي عبيدة ، قرأ كتاب سيبويه على الأخفش مرتين ، وكان حسن العلم بالفروض ، وإخراج المعمى ، وله شعر جيد ، وعليه يعتمد ابن دريد في اللغة .

توفي في هذه السنة .

عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد ، أبو محمد السمرقندي الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد ، أبو محمد السمرقندي الدارمي .

من بني دارم بن مالك بن حنظلة ، ولد سنة إحدى وثمانين ومائة ، رحل في طلب الحديث ، وسمع من أبي نعيم ، والحميدي ، وأبي اليمان ، وغيرهم . [وبرع في علم الحديث] وحفظ وأتقن ، وجمع الثقة ، والصدق ، والورع ، والعفاف ، والزهد ، والعقل الكامل . وألح عليه السلطان في قضاء سمرقند فتقلده ، وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي . وصنف "المسند" و"التفسير" و"الجامع" . وحدث عنه: بندار ، ومسلم بن الحجاج ، والترمذي ، وغيرهم .

وعن أبا القاسم عمرو بن محمد الأنصاري قال: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: كنت عند أحمد بن حنبل ، فذكر عبد الله بن عبد الرحمن ، فقال: ذلك السيد [ثم قال أحمد:] عرض علي الكفر فلم أقبل ، وعرضت عليه الدنيا فلم يقبل .

توفي يوم عرفة وكان يوم الجمعة من هذه السنة ، وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وقيل: توفي سنة خمسين ، ولا يصح .

عبيد بن محمد بن القاسم [أبو محمد الوراق] النيسابوري عبيد بن محمد بن القاسم [أبو محمد الوراق] النيسابوري .

سكن بغداد ، وحدث بها عن أبي النفر هاشم بن القاسم ، وبشر الحافي .

روى عنه: ابن أبي الدنيا ، والباغندي . وكان ثقة . وتوفي في هذه السنة .

عمرو بن بحر بن محبوب ، أبو عثمان الجاحظ البصري الجاحظ المتكلم المعتزلي .

وإليه تنسب الفرقة الجاحظية منهم ، وهو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي البصري ، المعروف بالجاحظ ; لجحوظ عينيه ، ويقال له : الحدقي . وكان شنيع المنظر سيئ المخبر رديء الاعتقاد ينسب إلى البدعة ، وربما جاوز به بعضهم إلى الانحلال حتى يقال في المثل : يا ويح من كفره الجاحظ والله أعلم بحاله . وكان بارعا فاضلا ، قد أتقن علوما كثيرة ، وصنف كتبا جمة تدل على قوة ذهنه وجودة تصرفه . ومن أجل كتبه كتاب " الحيوان " ، وكتاب " البيان والتبيين " .

قال ابن خلكان : وهما أحسن مصنفاته وأمتعها. وكان جده أسود جمالا ، وكان هو من متكلمي المعتزلة ، وهو تلميذ أبي إسحاق النظام ، والناس يعجبون بتصانيفه زائدا في الحد ، وليس الأمر كذلك ، بل له جيد ورديء .

وعن يموت بن المزرع قال: قال لنا عمرو بن بحر الجاحظ: ما غلبني قط إلا رجل وامرأة .

فأما الرجل: فإني كنت مجتازا في بعض الطرق ، فإذا أنا برجل قصير بطين ، كبير الهامة ، طويل اللحية ، متزر بمئزر ، وبيده مشط يسقي [به] شقه ويمشطها به ، فقلت في نفسي: رجل قصير بطين ألحى فاستزريته ، فقلت: [أيها] الشيخ ، قد قلت فيك شعرا . فترك المشط من يده ، وقال: قل . فقلت:


كأنك صعوة في أصل حش أصاب الحش طش بعد رش

فقال لي: اسمع جواب ما قلت . فقلت: هات . فقال:


كأنك كندب في ذنب كبش     مدلدلة وذاك الكبش يمشي



وأما المرأة: فإني كنت مجتازا في بعض الطرقات ، فإذا أنا بامرأتين ، وكنت راكبا على حمارة ، فضرطت الحمارة ، فقالت إحداهما للأخرى: وي ، حمارة الشيخ تضرط . فغاظني قولها فأعننت ثم قلت لهما: إنه ما حملتني أنثى قط إلا وضرطت . فضربت يدها على كتف الأخرى وقالت: [لقد] كانت أم هذا منه في جهد جهيد تسعة أشهر .

وعن المبرد قال: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه ، وهو عليل ، فقلت له: كيف أنت؟ قال: كيف يكون من نصفه مفلوج ، فلو نشر بالمناشير ما أحس به ، ونصفه الآخر منقرس ، فلو طارت الذبابة بقربه لآلمته ، والآفة في جميع هذا أني جزت التسعين ، ثم أنشدنا [يقول]:


أترجو أن تكون وأنت شيخ     كما قد كنت أيام الشباب




لقد كذبتك نفسك ليس ثوب     دريس كالجديد من الثياب

توفي الجاحظ في محرم هذه السنة .

الفضل بن سهل بن إبراهيم بن العباس الأعرج الفضل بن سهل بن إبراهيم بن العباس الأعرج .

مولى بني هاشم ، سمع حسينا الجعفي ، وشبابة . روى عنه: البخاري ، ومسلم في الصحيحين ، وكان شديد الذكاء والفطنة ، من الثقات الأخيار .

توفي في صفر من هذه السنة .

محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير ، أبو يحيى البزار محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير ، أبو يحيى البزار .

يعرف بصاعقة ، وإنما سمي صاعقة؛ لأنه كان جيد الحفظ . [ولد سنة خمس وثمانين ومائة ، وأصله فارسي] .



سمع عبد الله بن موسى وعبد الوهاب بن عطاء وأسود بن عامر ، وقبيصة ، وغيرهم . وكان عالما حافظا متقنا ضابطا [ثقة] حدث عنه البخاري في صحيحه وغيره . وتوفي في شعبان هذه السنة وله سبعون سنة .

محمد بن كرام ، أبو عبد الله السجزي محمد بن كرام ، أبو عبد الله السجزي .

ولد بقرية من قرى زريح ، ونشأ بسجستان ، ثم دخل بلاد خراسان ، وسمع الحديث ، وأكثر الرواية عن أحمد بن عبد الله الجويباري ، ومحمد بن تميم الفاريابي ، وكانا كذابين ، وقد صرح في كتبه بأن الله جسم [تعالى عن ذلك] ومن مذهب الكرامية: أن الله سبحانه مماس لعرشه ، وأن ذاته محل للحوادث ، [في هذيانات] ، فلا هو سكت سكوت الزاهدين ، ولا تفلق بكلام المتكلمين .

وذكره أبو حاتم بن حبان الحافظ في كتاب "المجروحين" فقال: كأنه خذل حتى التقط من المذاهب أردأها ، ومن الأحاديث أوهاها ثم جالس الجويباري ، ومحمد بن تميم ، ولعلهما [قد] وضعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة والتابعين مائة ألف حديث ، ثم جالس أحمد بن حرب الأصفهاني بنيسابور ، فأخذ عنه التقشف ، ولم يكن يحسن العلم ولا الأدب ، أكثر كتبه المصنفة صنفها له مأمون بن أحمد السلمي ، وكان تلميذه .

وذكره أبو عبد الله الحاكم فقال: جاور بمكة خمس سنين ، ثم انصرف إلى سجستان ، فباع ما كان يملكه بمال وانصرف إلى نيسابور ، فحبسه [محمد بن عبد الله بن] طاهر ، فلما أطلقه خرج إلى ثغور الشام ، ثم عاد إلى نيسابور فحبسه محمد بن [عبد الله بن] طاهر ، وطالت محنته ، وكان يغتسل كل جمعة ، ويتأهب للخروج إلى الجامع ، ثم يقول: للسجان: أتأذن لي في الخروج؟ فيقول: لا ، فيقول: اللهم إنك تعلم أني بذلت مجهودي ، والمنع من غيري . ومكث بنيسابور أربع عشرة سنة ، ثمانية منها في السجن ، وكان يلبس في أول أمره مسك ضأن مدبوغا غير مخيط ، وكان على رأسه قلنسوة بيضاء ، ويجلس فيعظ ويذكر .

خرج من نيسابور في شوال سنة إحدى وخمسين [ومائتين] ، وتوفي ببيت المقدس في صفر سنة خمس وخمسين ، ودفن بباب أريحاء بقرب يحيى بن زكريا عليهما السلام ، وكان أصحابه ببيت المقدس نحو عشرين ألفا .

محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبي النحوي الكوفي محمد بن عمران بن زياد بن كثير أبو جعفر الضبي النحوي الكوفي .

مؤدب عبد الله بن المعتز ، حدث عن أبي نعيم ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهما .

وكان الغالب عليه الأخبار وما يتعلق بالأدب ، وكان ثقة .

وعن أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: كان محمد بن عمران الضبي على اختيار القضاة للمعتز فاجتمع إليه القضاة والفقهاء ، وكان الضبي قبل ذلك معلما ، فنعس ، ثم رفع رأسه فقال: تهجوا .

قال الجوهري: وكان شيخا طوالا يحفظ حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحفظ الأخبار والملح .

وعن أحمد بن أبي السري قال: قال لي ابن عرابة المؤدب: حكى لي محمد بن عمر الضبي أنه حفظ ابن المعتز -وهو يؤدبه- النازعات ، وقال له: إذا سألك أمير المؤمنين أبوك: في أي شيء أنت؟ فقل: أنا في السورة التي تلي عبس ، ولا تقل: أنا في النازعات . فسأله أبوه: في أي شيء أنت؟ فقال: أنا في السورة التي تلي عبس . فقال له: من علمك هذا؟ قال: مؤدبي . فأمر له بعشرة آلاف درهم .

خفاجة بن سفيان ( وفيها توفي خفاجة بن سفيان أمير صقلية في رجب ، وولي بعده ابنه محمد ، وتقدم ذكر ذلك سنة سبع وأربعين ومائتين ، ولما ولي محمد سير عمه عبد الله بن سفيان إلى سرقوسة ، فأهلك زرعها وعاد .

أبو أحمد عمر بن شمر بن حمدويه الهروي اللغوي وفيها توفي أبو أحمد عمر بن شمر بن حمدويه الهروي اللغوي ، وكان إماما في الأشعار ، وروى عن ابن الأعرابي ، والرياشي ، وغيرهما ) .

علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى الموصلي والد أبي يعلى

وعلي بن المثنى بن يحيى بن عيسى الموصلي والد أبي يعلى صاحب المسند
.

( وفيها توفي محمد سحنون الفقيه المالكي القيرواني بها ) . وعبد الله بن هاشم الطوسي

التالي السابق


الخدمات العلمية